بالأرقام.. هكذا سيُدخل مشروع الربط السككي القنيطرة – مراكش المغرب ضمن قائمة الدول الـ10 الأولى عالميا في مجال القطارات السريعة
حين لوح الملك محمد السادس بالعلم المغربي من داخل محطة أكدال بالعاصمة الرباط، لم يكن فقط يعطي إشارة انطلاق الأشغال لمشروع خط السكك الحديدية للقطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، الذي سيرى النور في أجل أقصاه بداية سنة 2030، بل كان أيضا يعلن عن تغيير وجه شبكة القطارات في المغرب بشكل جذري، للانتقال من الريادة قاريا إلى المُقارعة عالميا.
وبلغة الأرقام، فإن المغرب، بفضل المشروع الجديد للقطار فائق السرعة، سيكون، خلال السنوات الخمس المقبل، قد تقدم خطوات كثيرة إلى الأمام، ليصبح من ضمن الدول العشر الأولى عالميا على مستوى طول الشبكة، لكنه أيضا سيتوفر على القطار الأسرع في العالم بـ350 كيلومترا في الساعة، ليضاهي ما تتوفر عليه دولة واحدة في العالم حاليا، وهي الصين.
شبكة من 630 كيلومترا
بحسب تصريحات محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، فإن المغرب يتوفر حاليا على 200 كيلومتر من السكك الحديدية الخاصة بالقطار فائق السرعة، وهي المسافر الرابطة بين طنجة والقنيطرة، لكن عند إنهاء مشروع الربط بين القنيطرة ومراكش، ستتوفر المملكة على 430 كيلومترا إضافية، ما يعني الوصول إلى إجمالي 630 كيلومترا.
الأشغال التي أعطى انطلاقتها العاهل المغربي أول أمس الخميس، سينتهي الجانب الهندسي منها في سنة 2028، على أن يدخل القطار الجديد في المرحلة التجريبية سنة 2029، وسيكون جاهزا للاستخدام من لدن عموم المسافرين في بداية 2030، أشهرا قبل انطلاق كأس العالم الذي سيحتضنه المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وعند وصول هذا التاريخ سيكون المغرب قد دخل بالفعل قائمة الدول الـ10 صاحبة أطول شبكات القطارات فائقة السرعة وتحديدا سيكون في المركز العاشر، بحساب إجمالي الخطوط الحالية لتلك الدول، متفوقا على جارته البرتغال شريكته في تنظيم المونديال بـ200 كيلومتر، وعلى المملكة العربية السعودية التي تتوفر حاليا على 450 كيلومترا بفضل مشروع قطار الحرمين.
أكثر من أمريكا
لا أحد يضاهي حاليا الصين، في مجال شبكة القطارات فائقة السرعة، ولا تستطيع أي دولة منافستها على المدى المنظور على الأقل، حيث توفر على 45.000 كيلومتر من السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة، وتليها في المرتبة الثانية بشبكة طولها 4000 كيلومتر، إسبانيا، الجارة الشمالية للمغرب، وصاحبة أقوى شبكة للنقل السككي في أوروبا.
وتأتي اليابان في المرتبة الثالثة بشبكة طولها الإجمالي 3200 كيلومتر، تليها فرنسا بـ2800 كيلومتر، ثم ألمانيا بـ1700 كيلومتر، فإيطاليا بـ1400 كيلومتر، تتبعها تركيا بـ1200 كيلومتر وكوريا الجنوبية بـ1100 كيلومتر والسويد بـ700 كيلومتر، وسيتمركز المغرب بعدا مباشرة في المرتبة العاشرة بـ630 كيلومترا في غضون السنوات الخمس المقبلة.
هذه الأرقام، الصادرة عن الوزارات المكلفة بالنقل وشركات تدبير قطاع السكك الحديدية في هذه البلدان، إذا ما بقيت على وضعها الحالي، فإن ذلك سيعني أن المغرب سيتقدم على النمسا والمملكة المتحدة وحتى على الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد ثقافة النقل فيها أكثر على الطرق السريعة والرحلات الجوية، كما أن المملكة ستتجاوز بلجيكا وتايوان وسويسرا وهولندا.
القطار الأسرع في العالم
المشروع الجديد للقطار فائق السرعة، سيُمكن 59 في المائة من إجمالي سكان المغرب من الوصول إلى هذه الخدمة، وسيغطي 65 في المائة من التنقلات الوطنية، كما سيربط 5 وجهات سياحية و3 أقطاب مينائية، وهو أمر تزداد أهميته بالنظر إلى السرعة التشغيلية الموعودة للقطارات المستقبلية، والتي ستصل، وفق المكتب الوطني للسكك الحديدية، إلى 350 كيلومترا في الساعة.
هذا الرقم لا يصله فعليا إلى القطارات فائقة السرعة المستخدمة في الصين، وهو يتجاوز ما سجلته قطارات الجارة إسبانيا، التي تبلغ سرعتها القصوى 310 كيلومترا في الساعة على الخط الرابط بين مدريد وبرشلونة، كما يتفوق على السرعة القصوى الحالية لقطارات اليابان وفرنسا، البالغة 320 كيلومترا في الساعة، إن كانت قد تجاوزت هذا الرقم بكثير في الرحلات التجريبية.
وعموما، فإن قائمة الدول التي تفوق سرعة قطاراتها 300 كيلومتر في الساعة تبقى ضيقة جدا، وتضم أيضا كوريا الجنوبية وتركيا والمملكة المتحدة والسعودية وتايوان وبلجيكا وهولندا، واستطاع المغرب أن يدخلها بفضل خط "البراق"، إلا أن ذلك كان حكرًا على المسافة الرابطة بين طنجة والقنيطرة، على اعتبار أن الرحلة نحو الرباط والدار البيضاء كانت تسير على الخط السككي العادي.