"برود" استخباراتي مغربي مع إسبانيا يدفع استخبارات مدريد للضغط على سانشيز لإعادة العلاقة مع الرباط
قلق كبير في الأوساط الأمنية في إسبانيا من "البرود" التي تتعامل به الاستخبارات المغربية مع إسبانيا منذ بروز "أزمة إبراهيم غالي"، وما نتج عنها من توتر "عنيف" بين مدريد والرباط.
هذا على الأقل ما بدأت تثيره العديد من وسائل الإعلام الإسبانية، بنشرها تقارير تعكس قلق مدريد من التعاون الأمني "المنخفض" للمغرب مع اقتراب انطلاق بطولة أوروبا للأمم 2020 التي تستضيف مدينة "بيلباو" الإسبانية بعض مبارياتها ضمن قائمة 12 مدينة أوروبية أخرى ستجرى فيها البطولة.
ومع بدء العد العكسي لانطلاق البطولة الكروية، وما يصاحبها من إجراءات أمنية، وكذا إعلان المغرب عن اطلاق عملية "مرحبا 2021" التي تجعل من إسبانيا ممرا لقرابة الثلاثة ملايين مهاجر يعبرون الأراضي الإسبانية في اتجاه المغرب لقضاء عطلهم السنوية، يصبح معه الهاجس الأمني حاضرا عند الأجهزة الاستخباراتية بقوة لإنهاء مباريات البطولة الأوروبية بسلام وتأمين العابرين من الأراضي الإسبانية بدون أحداث "مؤسفة" في دولة عاشت العديد من الهجمات الإرهابية.
صحيفة OKDIARIO أكدت أن السلطات الإسبانية طلبت من المغرب إعادة "تنشيط" تعاونه الأمني والاستخباراتي كما كان سابقا قبل الأزمة التي أحدثها استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي.
وتضغط الأجهزة الاستخباراتية الاسبانية بشكل كبير على حكومة بيدرو سانشير لتحسين العلاقة مع المغرب في أقرب وقت ممكن لأن التعاون الأمني بين الرباط ومدريد مهم جدا لمحاربة الجماعات الارهابية والجريمة العابرة للحدود وشبكات الاتجار في البشر وتهريب المخدرات.
وحسب المعطيات، فإن الأجهزة الأمنية في إسبانيا "قد" تستطيع تدبير أمورها داخليا، لكن الأمر يصبح أكثر صعوبة فيما يتعلق بالجماعات الإرهابية أو شبكات الجريمة العابرة للحدود، حيث يصبح دور الاستخبارات المغربية حيويا نظرا لتوفرها على بنك معطيات مهم قادر على مساعدة الإسبان في تجنب الكثير من المعيقات الأمنية.
واعتبرت صحيفة OKDIARIO أن المعطيات التي تقدمها الاستخبارات المغربية في هذا الشأن "لا يمكن الاستغناء عنها" ولا "يمكن هدرها أبدا".
وأضاف ذات المصدر أن إسبانيا لم تعد المحاور المهم بالنسبة لأجهزة الاستخبارات المغربية، حيث أصبحت الاستخبارات الفرنسية من تحضى بالأولوية، بعد أن تم "تخفيض" التعاون مع مدريد إلى أقصى حد، وهو ما يشكل الكثير من القلق بالنسبة لإسبانيا وأجهزتها.