بسبب أزمة أوكرانيا و"نورد ستريم 2".. هل يضغط الغرب على الجزائر لإعادة استخدام أنبوب الغاز العابر للمغرب؟
تعرف الأزمة الأوكرانية تطورات متسارعة في ظل التعنت الحاصل بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد زادت هذه الأزمة حدة بعد شروع الجيش الروسي حاليا في إجراء مناورات عسكرية بالقرب من الحدود الأوكرانية، وتهديد بايدن باتخاذ الغرب لعقوبات في حق روسيا في حالة قيامها بأي اجتياح لدولة أوكرانيا.
ومن التهديدات التي وجهها الرئيس الأمريكي ضد روسيا في اليومين الأخرين، هو تهديده عقب المحادثات التي جرت بينه وبين المستشار الألماني أولاف شولتز في واشنطن يوم الثلاثاء الأخير، بإغلاق خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" حيث قال بأن الولايات المتحدة "ستضع حدا" لخط أنابيب الغاز الذي يصل إلى ألمانيا في حالة قيام روسيا بغزو أوكرانيا.
ويُعتبر خط أنابيب الغاز هذا (الثاني من نوعه من روسيا نحو أوروبا) مشروعا ذات أهمية كبيرة لروسيا، حيث سيضاعف من صادراتها من الغاز إلى أوروبا بما مجموعه 55 مليار متر مكعب ليُصبح إجمالي كميات الغاز الروسي المصدر نحو ألمانيا وباقي البلدان الأوروبية إلى 110 مليارات متر مكعب سنوياً، وبالتالي تجاوز عائدات روسيا من الغاز إلى أكثر من 60 بالمائة.
وبالمقابل، فإن هذا التهديد الأمريكي لروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، يثير المخاوف والقلق لدى العديد من البلدان الأوروبية التي تعتمد بأكثر من 70 بالمائة من حاجياتها من الغاز على روسيا، مثل النمسا وبلغاريا وحوالي 8 بلدان أخرى تقع في أوروبا الشرقية.
وذكرت تقارير دولية، أن أزمة أوكرانيا بشكل عام دفعت الدول الغربية، وبالخصوص دول الاتحاد الأوروبي، للبحث عن بدائل للغاز الروسي، تحسبا لأي توقف في الامدادات في حالة اندلاع حرب في أوكرانيا، وكرد فعل روسي على العقوبات التي يُهدد الغرب بفرضها على موسكو، بالرغم من الأخيرة صرحت بأن امدادات الغاز نحو أوروبا لن يطرأ عليها أي تغيير بالرغم من الخلافات السياسية.
ومن بين البدائل التي عادت من الواجهة من جديد، وفق ذات التقارير، هو الرفع من الاعتماد الأوروبي على امدادات الغاز القادمة من الجزائر، بالرغم من أن هذه الامدادات تأثرت بالأزمة السياسية القائمة بين الجزائر والمغرب، حيث قررت الجزائر في أواخر العام الماضي إيقاف استخدام أنبوب الغاز "المغاربي الأوربي" الذي يعبر المغرب نحو إسبانيا والبرتغال، والاكتفاء بالاعتماد على خط الأنبوب الوحيد المباشر من الجزائر نحو إسبانيا والذي يحمل اسم "ميدغاز".
وذكرت التقارير الإعلامية، أن هذا الواقع الجديد يضع الجزائر بين طرفين متناقضين، الأول يتعلق بتحالفها وعلاقاتها القريبة مع روسيا، والثاني يتعلق بالتزاماتها مع أوروبا فيما يخص امدادات الغاز، وقد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ موقف حاسم في حالة مطالبتها من الغرب بالرفع من إمداداتها للغاز وإعادة استخدام أنبوب "المغاربي الأوروبي" في حالة اندلاع الأزمة في أوكرانيا.
ويبقى السؤال المطروح لدى العديد من المهتمين بالعلاقات الدولية وارتباطاتها بأزمة أوكرانيا، هل يتجه الغرب للضغط على الجزائر لإعادة استخدام أنبوب الغاز العابر للمغرب للتعامل مع التهديدات الروسية بهذا الشأن، أم أن الأزمة ستظل في إطار التصريحات التهديدية دون تطورها إلى حرب في أوكرانيا.