بسبب انتمائها الحزبي.. حيرة بين الرباط ومدريد حول مشاركة وزيرة الشغل الإسبانية في الاجتماع الرفيع المستوى بالمغرب

يقترب موعد انعقاد الاجتماع الرفيع المستوى بين الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، المقرر في 1 و2 فبراير المقبل بالعاصمة الرباط، ومعه يزداد التساؤل حول الوزراء الذين سيُحضرهم بيدرو سانشيز إلى المغرب، خاصة أن الأخير سبق أن وضع "الفيتو" أمام مشاركة بعض الوزراء، خاصة الذين ينتمون إلى الحزب اليساري "بوديموس" المشارك في الحكومة الإسبانية.

وترفض الرباط مشاركة الوزراء المنتمين إلى حزب "بوديموس" بسبب المواقف الحزبية لهذا الأخير من العديد من القضايا التي لها علاقة بمصالح المغرب، وأبرزها قضية الصحراء، حيث يُعلن "بوديموس" دعمه لانفصال الصحراء عن المغرب لفائدة جبهة "البوليساريو" الانفصالية.

وتحدثت الصحافة الإسبانية مرارا في الفترة الأخيرة، عن أن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، لن يرفق معه أي وزير ينتمي إلى "بوديموس" إلى المملكة المغربية، إلا أن المشكل الوحيد يكمن في أن أحد القطاعات المهمة المتعلقة بالشغل والاقتصاد الاجتماعي، والتي تحظى بأهمية في العلاقات بين الرباط ومدريد، تشغل وزارتها، يولاندا دياز، المنتمية إلى الحزب اليساري المذكور.

ووفق ذات المصادر، فإنه توجد "حيرة" بين الرباط ومدريد بشأن مشاركة هذه الوزيرة، حيث أن المغرب بالرغم من رفضه لوزراء "بوديموس"، إلا أنه يريد تسوية عدد من الملفات المتعلقة بالشغل مع إسبانيا، ومن بينها قضية عاملات الفراولة المغربيات اللواتي يتوجهن كل سنة للعمل في الحقول الإسبانية بإقليم هويلفا.

وتُعتبر يولاندا دياز التي تشغل وزارة الشغل والاقتصاد الاجتماعي، هي المسؤولة عن مثل هذه الملفات، وبالتالي فإن تسوية ملفات الشغل والاقتصاد، تتطلب حضور هذه الوزيرة، بالرغم من أن الأخيرة صرحت للصحافة الإسبانية مؤخرا بأنها لن تشارك في الاجتماع الرفيع المستوى المقرر في المغرب.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإسبانية، خوسي مانويل ألباريس، بأن رئيس الحكومة سيرفق معه عدد مهم من الوزراء، لكن هناك وزراء لن يتوجهوا إلى الرباط، مشيرا إلى أن الاختيار يتم بناء على أهمية القطاعات والأجندات التي تجمع البلدين والتي تهدف الرباط ومدريد إلى توقيع اتفاقيات بشأنها في إطار خارطة الطريق الجديدة بين البلدين الجارين.

ولا يُعرف إلى حدود الساعة، أسماء الوزراء الإسبان الذين سيرافقون سانشيز إلى الرباط، عدا وزير الخارجية، خوسي مانويل ألباريس، غير أنه الجدل يبقى متعلقا بالخصوص حول وزيرة الشغل والاقتصاد الاجتماعي، يولاندا دياز.

جدير بالذكر أن بيدرو سانشيز، سبق أن حل بالمغرب في زيارة برفقة عدد من أعضاء حكومته، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات مع حكومة سعد الدين العثماني، إلا أنه لم يُحضر معه أي مسؤول ينتمي إلى حزب "بوديموس"، لرفض الرباط مواقفهم السياسية من قضية الصحراء، وبالتالي هذا ما يُتوقع أن يحدث عموما، إلا إذا وقعت مفاجئة ما مرتبطة بيولاندا دياز.