بسبب دفع الرباط للاتزام بالعقوبات المفروضة على روسيا.. الفلاحون الإسبان يخشون "إغراق" السوق الأوروبية بالمنتجات المغربية

 بسبب دفع الرباط للاتزام بالعقوبات المفروضة على روسيا.. الفلاحون الإسبان يخشون "إغراق" السوق الأوروبية بالمنتجات المغربية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 3 مارس 2022 - 15:21

يتخوف الفاعلون في القطاع الفلاحي بإسبانيا من منافسة أكثر شراسة لمنتجات مجموعة من البلدان، وفي مقدمتها المغرب، داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يعتقدون أن انضباط حكومات تلك الدول للعقوبات المفروضة على روسيا من طرف الاتحاد ومن لدن منظمة التجارة العالمية بسبب حربها على أوكرانيا، ستعني في المقابل فتح أبواب القارة العجوز أمامهم بشكل أكبر لإيصال منتجاتهم إلى أسواقها.

وأبدت جمعية الفلاحين بإقليم بلنسية تخوفها من المنافسة المغربية تحديدا، مبرزة أن الفواكه، وتحديدا الحوامش، إلى جانب بعض الخضر مثل الطماطم والفلفل والباذنجان والخيار، التي تُنتج بالمملكة والتي كانت عادة تصدر إلى روسيا بكميات كبيرة، ستُغير وجهتها لِكَونِ الرباط ستجد نفسها مُلزمة بالانضباط للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية إذا أرادت عدم خسارة حلفائها الاستراتيجيين المتمثلين في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.

ووفق المنظمة نفسها فإن هذا قد يعني توجيه الصادرات المغربية بشكل أكبر إلى دول الاتحاد الأوروبي كأسواق بديلة، وهو ما يهدد المنتجات الإسبانية بالنظر لأن المملكة استطاعت أن تحتل الفراغ الذي خلفته إسبانيا ودول أخرى في السوق الروسية بعد منع موسكو دخول المنتجات الفلاحية الأوروبية إلى أسواقه إثر العقوبات التي فرضتها عليه بروكسيل بسبب ضم جزيرة القرم سنة 2014، وهو ما عجل بتوقيع الاتفاق الفلاحي المغربي الروسي.

ووفق تقارير إسبانية، فإن العاملين في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية قلقون من العواقب التي ستُحدثها الحرب الروسية الأوكرانية عليهم، تزامنا مع الضغط الحاصل على الفلاحة في إسبانيا نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وخاصة المتعلقة بأسعار الطاقة والحبوب وأعلاف الحيوانات، الأمر الذي دفعهم إلى دق ناقوس الخطر من مواجهة منافسة أكبر داخل الاتحاد الأوروبي من دول مثل المغرب وجنوب إفريقيا ومصر وتركيا، وكذا من دول أمريكا الجنوبية.

وظل المغرب يعمل على موقعه الجديد كأول شريك تجاري لروسيا من قارة إفريقيا، وذلك منذ لقاء الملك محمد السادس بالرئيس فلاديمير بوتين سنة 2016 في موسكو، حيث ارتفعت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بـ15 مرة ووصلت إلى مستويات قياسية، وفي العام الماضي قال الممثل التجاري لروسيا في المغرب إن التجارة الثنائية بينهما زادت بـ13 في المائة لتبلغ حوالي 670 مليون دولار ابتداء من الربع الأخير من سنة 2020.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...