بسبب غضبها من موقف فرنسا الداعم لمغربية الصحراء.. الجزائر تتجاهل تكريم الجنود الجزائريين الذين قُتلوا في إنزال بروفانس

 بسبب غضبها من موقف فرنسا الداعم لمغربية الصحراء.. الجزائر تتجاهل تكريم الجنود الجزائريين الذين قُتلوا في إنزال بروفانس
الصحيفة – بديع الحمداني
الجمعة 16 غشت 2024 - 23:00

تجاهلت الجزائر دعوة فرنسية من أجل حضور الذكرى الثمانين لـ"إنزال بروفاس"، وهو الإنزال الذي شارك فيه الآلاف من الجنود المغاربيين، من بينهم جزائريون، للدفاع عن فرنسا ضد ألمانيا النازية، حيث أقيم حفل تكريم لروح الجنود الذي قُتلوا في ذلك الإنزال يوم أمس الخميس بحضور العديد من الوفود الدولية.

وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية، بأن الجزائر لم تبعث بأي ممثل لها في هذا الحفل السنوي الذي ترأسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحضور عدد من الرؤساء وممثلي الدول، من بينهم رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، بالرغم من أن الجزائر تلقت دعوة رسمية للحضور.

كما أضاف نفس المصدر، أن بعض الدول الإفريقية التي لها علاقات متوترة مع فرنسا، بعثت بممثلين عنها مثل بوركينا فاسو عدا مالي والنيجر، في حين رفضت الجزائر المشاركة في تكريم المئات من الجنود المغاربيين والأفارقة الذين قضوا نحبهم لتحرير فرنسا من الاستعمار الألماني، وكان من ضمنهم عدد هام من الجنود الجزائريين.

وفي الوقت الذي أشارت فيه الصحيفة الجزائرية، أن هذا الغياب يُشير إلى العلاقات المتوترة والأزمة الشديدة التي تطبع العلاقات بين الجزائر وفرنسا، إلا أن هذا الغياب قد يُرى من جهة أخرى على أنه تجاهل لبادرة تكريمية لمواطنين جزائريين لحساب قضية تدعي الجزائر مرارا بأنها ليست طرفا فيها.

ووفق الصحافة الفرنسية، فإن الجزائر سبق أن حضرت مرارا هذا الحفل التكريمي، وكانت المشاركة الجزائرية في بعض السنوات على أعلى مستوى، حيث حضر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في سنة 2004 الذكرى الستين لإنزال بروفانس، كما حضر رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، الذكرى السبعين لهذا الإنزال في سنة 2014.

ويأتي هذا الغياب الجزائري، على إثر الأزمة السياسية والدبلوماسية الحادة التي أشعلتها الجزائر مع فرنسا، بعدما أعلنت باريس عن دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، عبر مساندة مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، وقد أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذا الموقف في رسالة وجهها إلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس في الذكرى الخامسة والعشرين لتوليه عرش المملكة المغربية.

وفور إعلان فرنسا عن هذا الموقف الدعم للمغرب في قضية الصحراء، بادرت الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس في خطوة قال عنها وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بأنها تخفيض لمستوى العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، وهدد باريس بتبعات أخرى لقرارها الداعم للمغرب.

جدير بالذكر أن الجزائر كانت قد أقدمت على نفس الإجراء في 2022، عندما أعلنت إسبانيا عن دعمها للمقترح المغربي لحل نزاع الصحراء، أي مقترح الحكم الذاتي، لكنا قررت بشكل مفاجئ أواخر العام الماضي بتعيين سفير جديد لها في مدريد وبدء إصلاح العلاقات مع إسبانيا بالرغم من أن الأخيرة لم تتراجع عن موقفها لصالح الرباط في قضية الصحراء.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

الخطيئة الكبرى للدولة

ما حصل بتاريخ 15 شتنبر 2024، حينما تدفق آلاف القاصرين على مدينة الفنيدق رغبة في الهجرة غير النظامية إلى سبتة المحتلة، هو انعكاس صريح على فشل منظومة تربوية وتعليمية بكاملها، وإخفاق مؤلم في ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...