بعدما رفع دعوى ضد غالي في إسبانيا.. بريكة أمام الأمم المتحدة: معارضو البوليساريو في تندوف يتعرضون للقمع والتعذيب منذ 1988 بمشاركة السلطات الجزائرية
قدم القيادي السابق في الميليشيات المسلحة لجبة "البوليساريو" الانفصالية، فاضل بريكة، شهادته أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بنيويورك، التي أكد فيها تعرضه للتعذيب في الأراضي الجزائرية على يد القيادات الانفصالية، بسبب معارضته لها، وهي القضية التي توبع بموجبها زعيم الجبهة إبراهيم غالي أمام القضاء الإسباني.
وأماط بريكة اللثام عن مجموعة من أعمال القمع والتعذيب الذي تنفذها البوليساريو والسلطات الجزائرية في حق المعارضين داخل مخيمات تندوف، انطلاقا من سنة 1988 التي اندلع فيها "انتفاضة" ضد الجبهة، مبرزا أنه شخصيا تعرض للتعذيب قبل أن يتمكن من الفرار لإسبانيا، البلد الذي رفع أمامه دعوى قضائية ضد غالي، ما كان سببا في دخوله البلاد، سنة 2021، باسم مستعار هو "محمد بن طوش"، وبوثائق هوية جزائرية مزيفة.
وقل بريكة "أقدم ملتمسي هذا وأنا الذي نشأتُ منذ طفولتي في مخيمات تندوف، وكنت منذ سن الرابعة عشر واحدا من العناصر المسلحة للبوليساريو، إلى أن أصبحت مسؤولا عن عسكريا في صفوفها، حيث كبرت مثل المئات من الأطفال من جيلي، ضد عدو أيديولوجي صُنع في أذهاننا، ليبقونا تحت الخيام على التراب الجزائري رهنا لحساباتهم السياسية التي باتت تتكشف مع مرور الزمن".
وتابع القيادي السابق في ميليشيات الجبهة لا بأس أن أسرد أمامكم ما عايشته أنا شخصيا من أحداث جعلتني اليوم مقتنعا بأن مخيمات تندوف شاهدٌ على أبشع صور الاستغلال البشري في العصر الحديث، وأبدأ بما نعرفه نحن سكان المخيمات بانتفاضة 1988 التي اندلعت ضد البوليساريو".
وأورد بريكة أنه خلال تلك الانتفاضة "اكتشفنا أن البوليساريو، وبرعاية من سلطات البلد المضيف (الجزائر) قد عذبت وقتلت منا المئات داخل سجون سرية في المخيمات، من أجل زرع الخوف وإخضاعنا بالقوة لآلتها القمعية بعدما تكونت قناعة ثابتة لدى الصحراويين المنحدرين من الساقية الحمراء ووادي الذهب، أنهم أصبحوا ورقة ضغط تُستغل لخدمة أجندات لا تعنيهم".
وتابع بريكة "لكن انتضافة 1988 شكلت لحظة فارقة تشكل معها وعي جديد نحن لشباب آنذاك ليستمر نضالنا ضد البوليساريو، إلى أن وصلنا إلى لحظة بارزة أخرى، وهي اختفاء الخليل أحمد بريه، الذي كان قياديا في صفوف البوليساريو واختطفته سلطات البلد المضيف سنة 2009 بتأكيد من منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش، ولا يزال مجهول المصير داخل سجون الجزائر إلى يومنا هذا".
وتحدث بريكة قائلا "هذه شواهد مما عايشته أنا شخصيا قبل أن أتمكن من الهروب من جحيم البوليساريو إلى إسبانيا، أياما بعد خروجي من سجن الذهيبية الذي تعرضت فيه لكل أشكال التعذيب، فقط لأنني قررت فضح جرائم البوليساريو وعرابيها ضدنا نحن النشطاء الصحراويون، والمطالبة بوضع حد لاستغلال الصحراويين الأبرياء بمخيمات العار والمذلة لخدمة أغراض سياسية".
وتابع الناشط الحقوقي الصحراوي "أجد أن شهادتي اليوم، تتعزز بشواهد أخرى تصدر عن قيادات أجنبية ممن صنعوا هذا الكيان الوهمي، كشهادة محمد سعيد القشاط، ضابط الاستخبارات الليبي الذي صنع "البوليساريو"، الذي يقول في كتابه إن قيادة البوليساريو اندفعت تقتل وتأسر المدنيين، ويقول، لقد كنت أن سببا في عذب وتشرد الكثير من الشباب الذين أقنعتهم بالبوليساريو".
أما الشهادة الثانية، حسب ما أورده بريكة أمام الأمم المتحدة، فهي لرئيس البرلمان الليبي والوزير السابق في نظام القذافي، أبو القاسم الزاوي، الذي يقول "أكد لي القافي بأنه ارتكب خطأ جسيما عندما صنع ومول البوليساريو "، ويسترسل "القذافي هو الذي صنع البوليساريو قصد مناكفة المملكة المغربية".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :