بعد أن قتلت ميليشياتها العديد من الموريتانيين.. "البوليساريو" تُحاول استمالة نواكشط إلى صفّها بسبب "ضحايا" الدرون المغربي
استعمل زعيم "البوليساريو"، ابراهيم غالي، خلال فعاليات المؤتمر السادس عشر للجبهة الانفصالية، المُقام في مخيمات تندوف بالجزائر بين 13 و17 يناير الجاري، لغة "الاستمالة" نحو موريتانيا، حيث أشاد بمستوى العلاقات بين "الجمهورية الصحراوية" ودولة موريتانيا، مشيرا إلى وجود رغبة في تمتين العلاقات بين "الدولتين".
وأمعن زعيم الانفصاليين في هذا الأسلوب، وقام بالتنديد بما أسماه بـ"الانتهاكات التي يقوم بها المغرب باستخدامه للأسلحة ضد المدنيين في البلدان المجاورة"، في تلميح لعمليات القصف التي تقوم بها طائرات "الدرون" المغربية في الصحراء التي يروح ضحيتها أحيانا بعض المواطنين الموريتانيين الذين يتجاهلون تحذيرات سلطات بلدهم التي تُحذرهم من دخول منطقة الصحراء المغربية.
وحاول إبراهيم غالي في خطابه أمام المؤتمر السادس عشر نهاية الأسبوع الماضي، إظاهر "البوليساريو" وموريتانيا وحتى الجزائر، بمظهر الضحية أمام "الاعتداءات المغربية" في الصحراء، بالرغم من أن الجبهة الانفصالية بنفسها كانت قد أعلنت مرارا في وقت سابق أن منطقة الصحراء هي في حالة حرب حاليا ضد القوات المغربية، وبالتالي لا يجدر تواجد المدنيين في هذه المنطقة.
كما أن زعيم "البوليساريو" تجاهل حوادث القتل الكثيرة التي ارتكبتها ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية ضد العديد من المواطنين الموريتانيين الذين كانوا يدخلون في السابق إلى الصحراء المغربية للتنقيب عن الذهب، فيجدون أنفسهم عرضة للقتل والنهب من طرف "البوليساريو".
وكانت الصحافة الموريتانية قد نشرت سابقا العديد من التقارير التي تتحدث عن شكوى العديد من الموريتانيين في الشمال، من الاعتداءات المتكررة لعناصر جبهة "البوليساريو"، قبل أن تندلع في أواخر 2020 مواجهات عسكرية جديدة بين "البوليساريو" والمغرب، الشيء الذي دفع الأخير للقيام بمهام تطهير المنطقة من عناصر "البوليساريو" بالقرب من الحدود الموريتانية.
وتمكن المغرب بالفعل، من تطهير المناطق القريبة من الحدود الموريتانية من ميليشيات الجبهة الانفصالية، بعدما طردهم بشكل كلي من محيط معبر الكركرات، لكن بعض المواطنين الموريتانيين، يتجاهلون تحذيرات سلطات بلدهم التي تُطالبهم بعدم الخروج خارج الحدود الموريتانية، فيقع بعضهم ضحايا للقصف المغربي الذي يكون هدفه الأول هو قصف أهداف وعناصر "البوليساريو" في المنطقة.
وأمام فشل "البوليساريو" في تحقيق أي انتصار على الميدان، وتراجعهم إلى الحدود الجزائرية بسبب عمليات القصف المغربية التي أنهت الكثير من اعتداءاتهم وأعمالهم الإجرامية في الصحراء، تحول قادة الجبهة إلى استعمال لغة "التظلم" ومحاولة استعطاف موريتانيا التي عانت في الماضي من إجرام الجبهة، وعانى مواطنوها بالأمس القريب قبل 2020 من اعتداءات ميليشياتها، وهي محاولة يرى الكثيرون أنها لن تنفع.