بعد إغلاق الحدود البرية.. حكومة مليلية تعترف بالأزمة في مجال البناء بسبب غياب العمال المغاربة
أدى قرار إغلاق الحدود البرية الذي اتخذه المغرب منذ 13 مارس 2020 إلى انتباه الحكومة المحلية بمدينة مليلية لمشكلة كبيرة كانت تغطيها العمالة المغربية طيلة عقود، ويتعلق الأمر بعدم توفرها على ما يكفي من العاملين في مجال البناء، الأمر الذي دفعها لإعلان رغبتها في إنشاء مدرسة خاصة لهذا الغرض تكون مخصصة لتكوين العاطلين عن العمل.
واكتشفت حكومة المدينة البلاغ تعداد سكانها 87 ألف نسمة، أنها تعاني من خصاص كبير على مستوى الإنشاءات بسبب غياب عمال ما يكفي من العمال المحترفين في مجال البناء، وذلك بعدما كان العمال القادمون من المغرب أو من إسبانيا يغطون هذا الخصاص، الأمر الذي اعترفت به شركة "بروميسا" المتخصصة في الوظائف العمومية.
وستقوم هذه الشركة بالعمل على مشروع إنشاء مدرسة للبناء والأشغال المدنية لفائدة الحكومة المحلية، وفق ما كشف عنه إيميليو غيرا، رئيس قسم الحوادث بالمؤسسة لوكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، موردا أن الفكرة كانت مطروحة في فترات مختلفة سابقا، لكن الحاجة لتنفيذها أصبحت أكثر إلحاحا الآن بسبب إغلاق الحدود، موردا أن قطاع البناء كان الأكثر تضررا بسبب قدوم العمال من "البلد المجاور" في إشارة للمغرب.
ووفق المسؤول نفسه فإن الأزمة الحالية دفعت الحكومة للتفكير في إنشاء هذه المدرسة لتكوين سكان مليلية العاطلين عن العمل في المهن المتعلقة بالإنشاءات والأشغال المدنية، ما سيسمح لهم بالعمل مستقبلا مع الشركات التي تعاني خصاصا في اليد العاملة حاليا، مبرزا أن التفكير الآن مُنصب على إيجاد الوعاء العقاري المناسب.
وخلق قرار المغرب إغلاق حدوده البرية مع سبتة ومليلية، الذي سيكمل سنته الأولى بعد غد السبت، مشاكل كثيرة في هاتين المدينتين نتيجة إفراغهما من العمال المغاربة في مختلف المجالات، من بينها التجارة والخدمات والسياحة إلى جانب البناء، وهو الأمر الذي أرخى بظلاله أيضا على العاملين المغاربة الذين كانوا يشتغلون هناك بشكل قانوني، والذين فقدوا وظائفهم بشكل مفاجئ.