بعد الأزمة مع المغرب.. إسبانيا "تتفاجأ" بقرار من المكسيك يزيد من تعميق "أزماتها الخارجية"
فاجأ الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إسبانيا أمس الأربعاء، بتصريح قال فيه بأن المكسيك ستُعلق وقتيا علاقاتها مع مدريد، وستمنح لنفسها الوقت من أجل مراجعة تلك العلاقات التي لا يريد أن تكون فيها المكسيك بمثابة أرض للاستغلال وسرقة خيراتها.
وأضاف الرئيس المكسيكي في ندوة صحفية، وفق ما أوردته صحيفة "إلباييس" الإسبانية قائلا "نريد علاقات جيدة مع كل حكومات العالم، لا نريد من إسبانيا أن تسرق منا مثلما لا يريد الإسبان أن يتعرضوا للسرقة من أي بلد آخر"، في تلميح بأن إسبانيا تستغل خيرات المسكيك وتسرقها لصالحها.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، تفاجأ من هذا التصريح الذي أدلى به الرئيس المكسيكي، وذلك خلال مشاركته في لقاء بليون الفرنسية يجمع الوزراء الأوروبيين، حيث قال للصحافة بأنه متفاجئ من هذه التصريح ويتحقق ما إذا كان بالفعل تلك كلمات الرئيس المكسيكي أم تم إخراجها عن سياقها.
وأضاف ألباريس، بأن إسبانيا لم تتوصل بأي بلاغ أو رسالة من المكسيك بشأن هذ االتحول، مشيرا بأن العلاقات بين "مدريد ومكسيكو هي علاقات استراتيجية ذات أهمية قصوى"، ولا يمكن لمثل هذا التصريح أن يقوض هذه العلاقات الجيدة حسب تعبير ألباريس.
وقالت الصحافة الإسبانية أن هذا التصريح سيؤدي إلى توتر في العلاقات بين إسبانيا والمكسيك، وهو ثاني حدث يدخل في باب التوتر بين البلدين، بعد الرسالة التي كان قد وجهها الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في عام 2019 للعاهل الإسباني، يطالبه فيها بتقديم إسبانيا اعتذار رسمي للغزو الذي قامت بها للمكسيك في القرون الماضية.
كما أن هذا التصريح يأتي في وقت سيزيد من تعميق "الأزمات الخارجية" لإسبانيا، خاصة أنها لازالت تعمل على تجاوز الأزمة مع جارها المغربي، حيث لازالت العلاقات الثنائية تعرف جمودا ديبلوماسيا كبيرا، منذ انتهاء ازمة "إبراهيم غالي" في غشت الماضي.
ويُتوقع أن توجه أحزاب المعارضة انتقادات لاذعة لحكومة بيدرو سانشيز، وتحميلها مسؤولية توتر العلاقات مع عدد من البلدان، مثل المغرب والمكسيك، وبرود العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سبق أن وجهت الأحزاب السياسية المعرضة انتقادات شديدة في هذا السياق لحكومة سانشيز.