بعد الدعم الدولي لتدخل المغرب في الكركرات.. هل يُجبر الجزائريون نظامهم على إيقاف دعمه للبوليساريو؟

 بعد الدعم الدولي لتدخل المغرب في الكركرات.. هل يُجبر الجزائريون نظامهم على إيقاف دعمه للبوليساريو؟
الصحيفة – بديع الحمداني
الثلاثاء 17 نونبر 2020 - 22:04

لم يكن يدور في خلد جبهة البوليساريو، والمساند الرسمي لها، الجزائر، أن تجر عملية الكركرات التي قام بها الجيش المغربي، كل هذا الدعم الكبير من طرف عدد كبير من الدول العالمية، خاصة العربية، للمغرب، في الوقت الذي كانت تتوقع البوليساريو، ومعها الجزائر، العكس.

ويرى عدد كبير من المتتبعين لقضية "عملية الكركرات"، أن الاستفزازات التي كان يقوم بها موالون للبوليساريو بدعم من ميليشياتهم، للمملكة المغربية، عن طريق قطع معبر الكركرات ومنع شاحنات البضائع من العبور بين المغرب وموريتانيا، كان الهدف منها جر المغرب لعملية عسكرية، لتتحجج البوليساريو بذلك، من أجل جر انتباه العالم واستجلاء استعطافه ودعمه، وبالتالي تعويض الخسائر الديبلوماسية التي مُنيت بها الجبهة أمام المغرب في السنوات الأخيرة.

لكن، وفق عدد من المتتبعين، فإن ما حدث يُشبه مقولة "انقلاب السحر على الساحر"، فتدخل المغرب العسكري السلمي لتأمين المعبر وطرد البوليساريو، كان وقعه معاكسا لآمال جبهة البوليسايو، التي وجدت نفسها مطرودة من الكركرات بطريقة مُذلة، والأكثر من ذلك، لم يجلب لها ما حدث أي استعطاف دولي، عدا الدعم الجزائري الذي لا يُعتبر شيئا جديدا.

وبلغ إلى غاية اليوم الثلاثاء، عدد البلدان العربية التي أعلنت بشكل صريح دعمها للتدخل العسكري المغربي في الكركرات، إلى 12 بلدا، وتضم من ضمنها بلدان عربية ذات وزن كبير في القضايا العربية، كالمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية، ومصر، إضافة إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر وبلدان أخرى، ناهيك عن بلدان إفريقية أخرى وعالمية أخرى.

وبالمقابل، فإنه، عدا الجزائر، لا توجد أي دولة عربية واحدة أعلنت مساندتها إلى جبهة البوليسايو، في حين لجأت موريتانيا إلى الحياد الذي وصفته بـ"الإيجابي" داعية الأشقاء لحل المشكل بشكل سلمي، رغم أن موريتانيا تُعتبر هي المستفيد الأول من التدخل المغربي في الكركرات وإعادة الحركة التجارية معها.

هذه النكسة التي تعرضت لها البوليساريو، ومعها الجزائر، دفعت الكثير من النشطاء الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيه اللوم إلى نظامهم، مُعتبرين أن النظام الجزائري ورط نفسه في قضية لا تعنيه، وتسبب ذلك في أن الشعب الجزائري هو من يتحمل تبعات ذلك.

وفور إعلان الجزائر أمس الإثنين عبر صفحات منابرها الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، إرسال طائرة محملة بالمساعدات لفائدة ما قالت عنه بـ"الشعب الصحراوي" في تندوف، ، انطلقت أمواج الانتقادات من طرف النشطاء الجزائريين للنظام الجزائري، متهمين إياه بترك شرائح عديدة من الشعب الجزائري تعاني الفقر والعوز، وبالمقابل يقدم الدعم والمساندة للبوليساريو التي تُعتبر هي السبب في التفرقة بين شعبين شقيقين، هما الشعب الجزائري والشعب المغربي.

ولاحظ متتبعون للداخل الجزائري، خاصة بعد الحراك الشعبي، أن الأجيال الصاعدة في الجزائر من الشباب، بدأت تُعبر علانية عن رفضها لتوجيه النظام الجزائري اهتمامه لجبهة البوليسايو أكثر مما يوليه للشعب الجزائري، وبدأت تنمو نزعة في الأوساط الشبابية، تُطالب بالإصلاحات في الداخل والاهتمام بالداخل، والابتعاد عن القضايا التي لا تفيد الشعب الجزائري.

ويتساءل عدد من المتتبعين، ما إن كانت الأجيال الجزائرية الصاعدة، قد تدفع النظام إلى تغيير مفاهيمه وتوجهاته المعادية للمغرب، وتضغط عليه لرفع يده عن قضية الصحراء، التي يبقى النظام الجزائري فيها هو أبرز عرقلة نحو الحل النهائي المتمثل في الحكم الذاتي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...