بعد "الفرار" إلى ألمانيا.. بلمليح والبويحياوي "فرطنا في الدراسة من أجل الملاكمة.. ولا مستقبل لنا في المغرب!"
تحدث كل من إلياس بلمليح ورضى اليويجياوي، عضوي المنتخب الوطني المغربي لرياضة الملاكمة، عن حيثيات مغادرتهما لمعسكر الأخير، بمدينة كيلسي البولندية، على هامش المشاركة في بطولة العالم للشباب، التي جرت في الفترة ما بين 10 و24أبريل الماضي.
وارتأى البطلان الشابين، في شريط "فيديو" منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شرح المسببات التي دفعتهما إلى "الهروب" من معسكر النخبة الوطنية صوب دولة ألمانيا، مبررين ذلك بأسباب شخصية لا علاقة لها بظروف مشاركتهما في بطولة العالم ببولندا، حيث توجها بالاعتذار لأحد الأطر التقنية التي أشرفت على التكوين الرياضي، شاكرين أيضا المجهودات المبذولة من قبل منير البربوشي، المدير التقني الوطني.
وأكد الثنائي، على أن الآفاق المسدودة داخل بلادهما المغرب، دفعتهما إلى تأمين مستقبلهما الرياضي كما المهني، معترفين بصعوبة الوضع الاجتماعي، نظرا لانقطاعهما عن الدراسة في سن مبكرة وصعوبة التوفيق بينها وبين المسار الرياضي، الأخير الذي لم يضمن للشابين أفقا جيدة، كما جاء على لسانهما.
الملاكمين رضى البويحياوي (وزن -60 كلغ) وإلياس بنلمليح (وزن -75 كلغ)، كانا قد غادرا مقر إقامة بعثة المنتخب الوطني، بعد أن تخلفا عن خوض نزاليهما برسم الدور الأول من منافسات بطولة العالم، قبل أن يلتحق بهما محمد أبو حمادة، الذي سجل حضوره في البطولة العالمية، حيث انهزم في دور ثمن النهائي أمام بطل دولة أوزبكستان، حيث ارتأى أيضا اللحاق بشقيقه الأكبر، عبد الجليل أبو حمادة، بطل إفريقيا سنة 2015 و2017، الذي استقر في ألمانيا، بعد أن قرر بدوره مغادرة المنتخب الوطني والبحث عن آفاق جديدة لتأمين مستقبله، علما أنه كان من بين الأسماء المعول عليها للتألق في المحافل الدولية.
وبعد تسريب الخبر، عبر عدد كبير من متتبعي رياضة الملاكمة عن تعاطفهم مع البطلين، معتبرين قرارهما ب"الفرار" خطوة محمودة، نظرا للظروف التي يعيشها الممارس لرياضة "الفن النبيل" على المستوى الوطني، من قلة إمكانيات وتهميش يطال مساره، كما جاء عبر عدد كبير من التعليقات عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
هذا وكان موقع "الصحيفة"، قد حاول التواصل مع مسؤولي الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، من أجل معرفة حيثيات الواقعة، إلا أن الاتصالات قوبلت بالتعثيم والتجاهل، سواء عبر منير البربوشي، المدير التقني للمنتخبات الوطنية، الذي كان يترأس البعثة المغربية في بولندا، حيث أكد إنه غير مخول بالإدلاء بالتصريحات في هذا الشأن، أو عبر زبيدة وسام، مسؤولة التواصل داخل الـ FRMB، الذي ظل هاتفها يرن دون مجيب.
وتعتبر هذه ليست المرة الأولى التي تعيش فيها الملاكمة المغربية واقعة مماثلة، حيث تكرر المشهد خلال مناسبات عدة مع أبطال آخرين، قرروا مغادرة معسكرات المنتخب الوطني، إلى وجهات خارجية، بحثا منهم عن ظروف عيش وممارسة أفضل، وهو ما يساءل الجهاز الوصي على القطاع الرياضي واللجنة الأولمبية الوطنية عن الأسباب التي تدفع إلى "هجرة الأبطال"