بعد بوعلام صنصال.. الجزائر تُصدر مذكرة اعتقال في حق الكاتب كمال داوود المقيم في فرنسا لتفتح باب أزمة جديدة مع باريس

 بعد بوعلام صنصال.. الجزائر تُصدر مذكرة اعتقال في حق الكاتب كمال داوود المقيم في فرنسا لتفتح باب أزمة جديدة مع باريس
الصحيفة من الرباط
الأربعاء 7 ماي 2025 - 23:00

في قضية جديدة من قضايا التوتر التي لا تنتهي بين الجزائر وفرنسا، أصدرت السلطات القضائية في الجزائر مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا، كمال داوود، الفائز بجائزة "غونكور" الأدبية لعام 2024، على خلفية اتهامات مرتبطة بروايته الأخيرة "الحوريات"، التي تم حظرها في الجزائر.

وحسب الصحافة الفرنسية، فإن وزارة الخارجية الفرنسية، أكدت أمس الثلاثاء، أن القضاء الجزائري أخطر باريس رسميا بإصدار مذكرتي التوقيف، وهو ما أثار تفاعلا واسعا داخل الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية، ولا سيما أن النقاش لايزال قائما بشأن قضية الكاتب الفرنسي ذو الأصول الجزائري، بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، كريستوف ليموان، إن بلاده "تتابع عن كثب" تطورات الملف، مشيرا إلى أن داوود "كاتب مرموق ويحظى بالاحترام"، وشدد على التزام باريس بحرية التعبير، في تلميح واضح لرفضها المحتمل التعاون مع المذكرة الجزائرية الصادرة في حق الكاتب المذكور.

ووفق الصحافة الفرنسة، فإن الرواية المثيرة للجدل "الحوريات" تسرد قصة شابة فقدت صوتها بعدما تعرضت لمحاولة ذبح على يد متشدد إسلامي خلال الحرب الأهلية الجزائرية في تسعينيات القرن الماضي، وهي رواية تقول السلطات الجزائرية إنها تُسيء إلى ضحية حقيقية تدعى سعيدة عربان، ظهرت لاحقا في التلفزيون الجزائري مدعية أن القصة مستوحاة من تجربتها الشخصية.

وأضاف المصادر الفرنسية، أن الكاتب كمال داوود ينفي تماما أن تكون روايته مبنية على حياة عربان، لكنه أصبح في مرمى اتهامات رسمية وقضائية بعد أن رفعت عربان دعوى في الجزائر وأخرى في فرنسا تتهمه فيها بـ"انتهاك الخصوصية" واستغلال معلومات سردتها خلال جلسات علاج نفسي مع معالجة أصبحت لاحقا زوجة الكاتب.

وبينما تُعقد أولى جلسات الاستماع في فرنسا يوم الأربعاء، تزداد التأويلات في الصحافة الفرنسية بشأن الأبعاد السياسية للقضية، خصوصا في ظل تصاعد التضييق على عدد من المثقفين الجزائريين المعارضين أو المنتقدين للوضع الداخلي في الجزائر، مثل الكاتب بوعلام صنصال الذي اعتُقل  في الجزائر وسُجن بسبب إدلائه بتصريحات تُخالف السردية السياسية للنظام الجزائري بخصوص التاريخ الاستعماري الفرنسي للجزائر.

من جانبها، فإن دار النشر الفرنسية "غاليمار"، التي نشرت رواية داوود، أعربت عن دعمها الكامل له ولزوجته، ووصفت القضية بأنها "حملة ممنهجة" ضدهما، بدأت مباشرة بعد حظر الرواية في الجزائر، مؤكدة أن العمل الأدبي يندرج ضمن حرية الخيال ولا يُمكن التعامل معه كوثيقة واقعية.

ويأتي هذا التوتر في سياق علاقات متوترة أصلا بين الجزائر وباريس، خاصة بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء في يوليوز الماضي، وهي الخطوة التي أثارت غضب الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو، ما زاد من حدة الفتور الدبلوماسي بين البلدين.

ويخشى المساندون للثقافة في فرنسا، من أن تتحول قضية داوود إلى ورقة توتر جديدة، تعمّق الهوة بين فرنسا ومستعمرتها السابقة، لاسيما أن الأمر يتعلق بكاتب حاصل على أعلى وسام أدبي فرنسي، وتحظى أعماله بتقدير واسع في الأوساط الثقافية الأوروبية، وبسبب أيضا أن الوضع لا يحتمل نكسة أخرى لكاتب يقيم في فرنسا بعد ما حدث للكاتب بوعلام صنصال.

خُرافات رئيس يائس

في الوقت الذي كان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، يسعى إلى لقاء مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حتى تأتى له ذلك بفضل تدخل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...