بعد "تجاهل" الوزراء لمنشوره حول تحيين أمن المعلومات.. أخنوش: الهجمات السيبرانية غير أخلاقية وعلينا التفكير في حماية منظومتنا

 بعد "تجاهل" الوزراء لمنشوره حول تحيين أمن المعلومات.. أخنوش: الهجمات السيبرانية غير أخلاقية وعلينا التفكير في حماية منظومتنا
الصحيفة من الرباط
الأثنين 14 أبريل 2025 - 16:46

دعا رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين بمراكش، خلال افتتاح معرض "جيتكس إفريقيا – المغرب 2025"، إلى اعتماد آليات لتعزيز الأمن المعلوماتي في مواجهة "الهجمات السيبرانية غير الأخلاقية"، وذلك بعد تمكن قراصنة موالين للجزائر من اختراق مواقع مجموعة من وزارات حكومته، جراء عدم الالتزام بمنشور تحيين التوجيهات الوطنية لنظم أمن المعلومات، الصادر عنه سنة 2023.

واعتبر أخنوش في مداخلة مصورة مسجلة، أنه "في ظل تنامي مجموعة من الممارسات المشينة، وعلى رأسها الهجمات السيبرانية، يتوجب علينا اليوم التفكير الجماعي في آليات تعزيز أمننا المعلوماتي من أجل حماية منظوماتنا من هذه التصرفات غير الأخلاقية"، مستشهدا بقمة العمل الأخيرة حول الذكاء الاصطناعي، حيث عبرت المملكة عن موقف واضح أكدت من خلاله أن إفريقيا لا يمكن أن تظل مجرد حقل تجارب، بل يجب أن تكون فاعلا ومقررا ومنتجا.

وقال رئيس الحكومة إن المملكة المغربية تنخرط بفعالية للترافع من أجل ذكاء اصطناعي أخلاقي يحترم حقوق الإنسان ويخدم الصالح العام، مؤكدا أن "المملكة تنخرط بفعالية كبرى في المنتديات الدولية، للترافع من أجل ذكاء اصطناعي أخلاقي وشمولي ومنظم، يحترم حقوق الإنسان، ويحمي سرية المعلومات والبيانات الشخصية، ويخدم الصالح العام".

وأورد أخنوش، أن المغرب اختار بفضل توجيهات الملك محمد السادس، الرهان على الرقمنة منذ سنوات، وجعل منها أولوية وطنية عبر إطلاق الاستراتيجية الوطنية "المغرب الرقمي "، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة ترتكز على دعامتين أساسيتين، تتمثل الأولى في خلق إدارة رقمية في خدمة المواطن والمقاولة، وتروم الثانية خلق اقتصاد رقمي منتج للثروة ومحفز للابتكار وخلق فرص الشغل.

واستشهد أخنوش بإطلاق المغرب لعدد من الإصلاحات، على غرار إبرام اتفاقيات مع شركات رقمية عالمية لتعزيز الرأس المال البشري الوطني وجذب الاستثمارات، وإطلاق آليات للتمويل تتلائم مع الشركات الناشئة، وتعزيز عروض ترحيل الخدمات، خاصة في المجالات ذات القيمة المضافة العالية، وكذا وضع إطار تنظيمي ملائم للابتكار، لاسيما تسهيل ولوج الشركات الناشئة إلى الصفقات العمومية في المستقبل.

وبعدما سجل أهمية جعل التكنولوجيا الرقمية محركا للتحول العميق، ورافعة للقدرة التنافسية، وأداة لتحقيق العدالة الاجتماعية، لفت أخنوش إلى أنه لا يمكن لإفريقيا الاكتفاء بمتابعة الحركة العالمية، ودعا بالمقابل لأن تكون فاعلة من خلال المشاركة والتفكير والابتكار، مبرزا أن "ما نحتاجه في هذا الإطار هو التعاون والاستثمار والاندماج".

وأبرز أخنوش حاجة القارة للاشتغال على تطوير البنيات التحتية الرقمية، وربط العالم القروي بالإنترنيت، وتدريب المواهب في الذكاء الاصطناعي والبيانات، معتبرا أن "هذا هو التوجه الذي ندافع عنه اليوم، لأننا نريد قارة لا تعاني من تأثير الثورات الرقمية، بل تسخرها وتقوم بتوجيهها لخدمة شعوبها".

وبتاريخ 12 يناير 2023، أصدر رئيس الحكومة منشورا موجها لكافة الوزراء والوزراء المنتدبين، وفي هذا السياق، تتعلق بتوجهات تهدف إلى وضع مجموعة من الضوابط الأمنية التي يجب على الهيئات المذكورة والبنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية احترامها، سواء من الناحية التنظيمية أو التقنية، وتعتبر مرجعا وطنيا يحدد الأهداف المتوخاة ويضع قواعد الأمن الأساسية المطبقة على نظم المعلومات ويوفر الحد، الأدنى من المتطلبات الأساسية للأمن السيبراني المبنية على أفضل الممارسات والمعايير الجاري بها العمل على الصعيد الدولي.

وبخصوص كيفيات التطبيق لفت رئيس الحكومة إلى أنه يجب على الهيئات المذكورة والبنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية، داخل أجل 6 أشهر من تاريخ نشر تلك التوجهات وضع جدول زمني لتدابير الملاءمة التي يجب اتخاذها، مشيرا إلى أنه بالموازاة مع ذلك وضعت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات آلية لتقييم المطابقة مع التوجهات الوطنية لأمن نظم المعلومات سيتم نشرها على موقعها الإلكتروني حتى تتمكن الهيئات والبنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية من تقييم حصيلتها بخصوص المطابقة مع القواعد المنصوص عليها.

يشار إلى أن الاختراقات الجزائرية استهدفت مجموعة من المؤسسات العمومية الوطنية، بما في ذلك موقع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، التي يوجد على رأسها يونس السكوري، وموقع الناطق الرسمي باسم الحكومة، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

مَعاركنا الوهمية

من يُلقي نظرة على ما يُنتجه المغاربة من محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يخلص إلى قناعة ترتقي إلى مستوى الإيمان، بأن جزءًا كبير من هذا الشعب غارق في ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...