بعد تحذيرات الخطاب الملكي.. حصيلة الموتى القياسية تقرب الحجر الصحي "القاسي" من المغاربة
يقترب السيناريو الذي سبق لوزير الصحة خالد آيت الطالب أن استبعد حصوله في المغرب قبل أقل من شهر، أن يصبح أمرا واقعا نتيجة الأرقام القياسية المسجلة يوميا بخصوص ضحايا فيروس كورونا، حيث تجاوزت الحصيلة اليوم الجمعة 42 حالة وفاة في غضون 24 ساعة، وهو الرقم المسجل بعد أقل من 24 ساعة على الخطاب الملكي المحذر من احتمال الرجوع للحجر الصحي.
وأعلنت وزارة الصحة تسجيل 1609 حالة إصابة مؤكدة جديدة ما بين السادسة من مساء أمس والسادسة من مساء اليوم، لكن الرقم الصادم كان هو عدد المتوفين الذي وصل إلى 42 ما رفع الحصيلة الإجمالية لحالات الوفاء بسبب الفيروس إلى 817، هو الرقم المرشح للارتفاع بسبب وجود حالات حرجة في العديد من المستشفيات.
وفي أواخر يوليوز الماضي وخلال مشاركته في ندوة صحفية حول تطورات الوضع الوبائي، استبعد وزير الصحة عودة المغرب إلى الحجر الصحي كونه سيكون خيارا "مؤلما جدا"، مشيرا وقتها إلى أن دولة واحدة في العالم تبنت هذا الخيار وهي كازاخستان، لكنه أرجع الحسم النهائي في هذه المسألة إلى تطورات الحالة الوبائية.
ويوم أمس الخميس، وتزامنا مع ذكرى ثورة الملك والشعب، دق الخطاب الملكي ناقوس الخطر بقوة حين عبر العاهل المغربي عن مخاوفه من العودة المحتملة إلى الحجر الصحي بما له من آثار نفسية واقتصادية واجتماعية، وذلك نتيجة تضاعف عدد المصابين 3 مرات مقارنة بتلك المسجلة في فترة الحجر، وارتفاع المعدل اليومي لإصابة الأطقم الطبية بالفيروس من شخص واحد إلى 10 أشخاص.
واختار الملك لغة مباشرة للتعبير عن قلقه من استمرار وتيرة الإصابات والوفيات الحالية، مبرزا أن المستشفيات والسلطات العمومية لن يكون بمقدورها محاصرة الوباء، ما يعني احتمال أن توصي اللجنة العلمية بـ"العودة إلى حالة الحجر الصحي، بل وتشديده"، مع التنبيه إلى أن الدولة قد لا تستطيع توفير الدعم للمتضررين في هذه المرحلة كما في السابق، إذ جاء في الخطاب أنها "لا يمكن أن تستمر في دعم المواطنين إلى ما لا نهاية، كونها أعطت أكثر مما لديها من وسائل وإمكانيات".
ودخل المغرب اليوم قائمة الخمسين بلادا الأكثر تضررا من فيروس "كوفيد 19" على مستوى العالم، نتيجة الوتيرة السريعة لتنامي أعداد المصابين الذين لم تنزل حصيلتهم اليومية عن 1000 حالة منذ 10 غشت الجاري، أما تعداد المتوفين فلم ينزل عن 20 حالة جديدة منذ 11 غشت، علما أن الرقم المسجل اليوم هو الأكبر منذ تسجيل 33 وفاة يوم 18 غشت.
