بعد تراجع إسبانيا بسبب عوامل الجفاف.. المغرب يصدر 30 مليون دولار من "الفلفل الحلو" إلى ألمانيا
على الرغم من أزمة الجفاف الحاد، تمكّن المغرب من غزو السوق الألمانية بالفلفل الحلو محلي الإنتاج، وتحقيق إيرادات دخل مهمة بقيمة تجاوزت 30 مليون دولار، صُنّفت كأعلى مؤشر منذ ما يزيد عن سبع سنوات في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين، في محاولة منه لريادة كبار موردي برلين، بعدما لجأت دول أوربية أخرى عل غرار إسبانيا المورد الرئيسي إلى خفض صادراتها بسبب أزمة الجفاف.
وتُعد السوق الألمانية، إحدى الوجهات الواعدة لصادرات المغرب، خصوصا وأنها تتسيّد قائمة المستوردين الرئيسيين للفلفل الحلو، ليس فقط على مستوى التصنيف الأوروبي وإنما أيضا التصنيف العالمي، إذ تحتل المرتبة الثانية منذ عام 2017، بعد الولايات المتحدة فقط.
وبتحوّل المغرب، إلى مورد للفلفل الحلو لألمانيا، بعدما كانت الجارة الشمالية إسبانيا وعلى مدار عقود مضت في الريادة بحيث أنه غالبا ما كان يأتي أكثر من نصف إمدادات الفلفل الحلو إلى البلاد منها، فيما يتم استيراد ما يقرب من ربع إجمالي الحجم من هولندا، وفي موسم 22/23، استوردت ألمانيا هذه الخضار من 37 دولة، بما في ذلك 4٪ من إجمالي الواردات تمثل الإمدادات من المغرب.
ورفع المغرب من صادراته من الفلفل الحلو إلى جميع الوجهات المهمة، بما في ذلك ألمانيا، بحسب موقع EastFruit، الذي أشار إلى أنها ارتفعت بنسبة تراوحت ما بين 10 و20 في المارة سنويا إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة.
وبالنسبة للموسم الحالي، أي 2022/23 (يوليوز-يونيو)، وصلت كمية قياسية قدرها 18200 طن من الفلفل المغربي إلى الأسواق الألمانية، ما رفع دخل التصدير إلى 30 مليون دولار، ليكون بذلك أعلى مؤشر للحملات في المواسم السبع الأخيرة.
وفي الواقع، تحوّل المغرب إلى المصدر الرئيسي الوحيد للفلفل الحلو الذي تمكن من زيادة صادراته إلى ألمانيا الموسم الماضي، خلافا للبلدان الأخرى بما فيها الدول التي تعد رئيسية من حيت الواردات بالنسبة لبرلين، وذلك مردّه لـ "مجموعة من المشاكل المختلفة، والمعيقات التي دفعتها إلى تخفيض إمداداتها إلى السوق الألمانية"، بحسب يفهين كوزين، محلل سوق الفواكه والخضروات في حديثه لـ EastFruit.
وتستمر ألمانيا في احتلال مراكز رائدة بين المستوردين، على الرغم من انخفاض وارداتها من الفلفل الحلو إلى البلاد بشكل طفيف خلال العامين الماضيين، بسبب انخفاض الإمدادات من مصدريها الرئيسيين، إسبانيا وهولندا، قبل أن يدخل المغرب على الخط برفع صادراته والمنافسة على الريادة من ناحية الجودة والكم.
وكتبت شركة EastFruit مرارًا وتكرارًا، أن بعض الدول الأوروبية، واجهت حالات جفاف خطيرة في 2021-2022، وقد أجبر هذا التأثير إسبانيا على خفض الصادرات، ذلك في وقت فضّل المغرب وعلى الرغم من أزمة الجفاف الحاد التي يتكبّدها رفع صادراته من الفواكه والخضر على غرار الفلفل الحلو الذي يستهلك كميّة مهمة من المياه بما فيها المياه الجوفية.
من جهة ثانية، أشار الخبير في سوق الخضر، يفهين كوزين، إلى أن تضخم أسعار المواد الغذائية في الاتحاد الأوروبي، وكذلك ارتفاع أسعار الطاقة، التي وصلت إلى مستويات قياسية في الشتاء الماضي، أسهمت في اضطرار المستهلكين إلى تفادي اقتناء الخضروات التي ليست ضرورية حتى في ألمانيا، ناهيك عن الحديث عن بلدان أخرى، "فعلى سبيل المثال، وفي بولندا المجاورة، كانت أسعار الجملة للفلفل الحلو في فبراير 2022 أعلى مرتين ونصف تقريبًا مما كانت عليه في نفس الفترة من العام السابق،" يقول المتحدث.
ويزرع المغرب الفلفل الحلو على مدار السنة في العديد من الحقول المتواجدة أساسا في غرب المملكة، وحقول سوس ونواحيها، مما يجعله من الخضار التي يتم تصديرها على مدار السنة تقريبًا، كما يتم استيراد المنتج بشكل نشط إلى الأسواق الألمانية، وكقاعدة عامة، من شهري أكتوبر إلى شهر ماي من السنة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :