بعد تصدره القارة السمراء في الاستثمارات السياحية.. المغرب يصبح الدولة الأكثر جذبًا للسياح في شمال إفريقيا
مع نهاية النصف الأول من عام 2024، تحوّل المغرب إلى الدولة الأكثر جذبا للسياح في شمال إفريقيا، بعدما نجح في التفوق على مصر وتونس خلال النصف الأول من عام 2024، وفي ظل مؤشرات تُفيد باستمرار تفوقه خلال النصف الثاني من السنة الجارية، بعدما بلغ مرحلة جديدة ومُحسنة في الصناعة السياحية واستحواذه عل الاستثمارات الموجة للقطاع قاريا.
وبات المغرب، الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا، باستقباله 7.4 مليون زائر، وهو الرقم الذي يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 14٪ مقارنة بالعام السابق، متفوقًا بذلك على منافسين تاريخيين مثل مصر التي استقبلت 7.069 مليون سائح خلال الفترة نفسها، متبوعة بتونس في المركز الثالث (4 ملايين سائح)، وهو الإنجاز غير المسبوق الذي يدل ليس فقط على الديناميكية المتزايدة للمملكة، ولكن أيضًا على فعالية استراتيجيتها السياحية.
ووراء هذا النجاح، العديد من العوامل الذي ركّز عليها القائمون على القطاع السياحي في البلد، في مقدّمتها الترويج للتنوع الثقافي وثراء المناظر الطبيعية في المغرب بشكل يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، بفضل عرض سياحي متنوع يتراوح بين المدن الإمبراطورية المشبعة بالتاريخ والمناظر الطبيعية الخلابة للصحراء والجبال، هذا فضلا عن سمعة الضيافة المغربية، التي تحظى بإشادة واسعة على المستوى العالمي، في تعزيز جاذبية الوجهة.
وهذه الإحصائيات المُحسنة التي أفادت بها وزارات السياحة في دول شمال إفريقيا، تدفع المغرب نحو تحقيق رقم قياسي سنوي جديد، مما يعزز مكانته كوجهة مفضلة للمسافرين الباحثين عن اكتشاف وجهة تلتقي فيها التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي بتناغم، فعلى هذا النحو، يعد صعود المغرب كرائد للسياحة في إفريقيا عام 2024 شهادة واضحة على جاذبيته المتزايدة على الساحة العالمية.
وكانت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، قد أكدت تسجيل ارتفاعا على عائدات السياحة بنسبة 1.6 بالمئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بما قيمته 4.13 مليارات دولار، بفضل استقبال 772 ألف سائح إضافي خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذه السنة (مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023) وهو الذي اعتبرته " إنجازا استثنائيا للقطاع".
وذكرت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور أن "عائدات السياحة تواصل نموها، وهو ما يتماشى مع توقعات الوزارة خلال العام الجاري".موردة أن المطلوب من الجهات الفاعلة "الحفاظ على تعبئة الجهود مع المهنيين والشركاء، والاستمرار في تطوير تجارب سياحية عالية الجودة وتقديم عروض جذابة ومدرة للدخل، مع تعزيز الانخراط في التجارب المحلية "حتى يتمكن السكان المحليون من الاستفادة أكثر من هذا الزخم".
وتتطلع المملكة المغربية إلى جذب 17.5 مليون سائح خلال العام المقبل و26 مليونا بحلول 2030، عندما تشارك إسبانيا والبرتغال في استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدمـ، إذ تراهن على تشجيع الاستثمار في التنشيط السياحي والرفع من الطاقة الإيوائية وخلق تجارب سياحية فريدة عن طريق الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، من أجل تحقيق 120 مليار درهم وتوفير 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة من هذا القطاع، الذي يمثل 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، بوصفه مصدر رئيسي للعملة الأجنبية.
ويحتل المغرب، المركز الأول في القارة الإفريقية والمركز الثاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث جاذبية الاستثمارات السياحية خلال الفترة ما بين 2017 و 2021، باستقطابه لنحو 22 مليار دولار من الاستثمارات السياحية خلال هذه الفترة، فيما حققت مصر 21 مليار، وجنوب إفريقيا 10 ملايين، وتانزانيا 9 ملايين، وتونس 8 ملايين، وفقاً لما نشره موقع "المغرب الاقتصادي".
وعلى مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتل المغرب المركز الثاني بعد الإمارات التي استقبلت استثمارات بـ 81 مليار دولار، ثم المغرب بـ 22 مليارا، والسعودية ومصر والبحرين بـ 21 مليارا لكل منها.
وقد تمكن المغرب من جذب 3.1 مليار دولار من هذه الاستثمارات في سنة 2017، و6 ملايين في سنة 2018، لترتفع إلى 8.9 مليار في سنة 2019. لكنها في المقابل عرفت تراجعا سنتي 2020 و2021 إلى 1.5 و2.6 مليار دولار على التوالي.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :