بَعد خُروج «هَايتي».. العَلمي خَارج تدبير تفاصيل مشروع «طنجة تيك»

 بَعد خُروج «هَايتي».. العَلمي خَارج تدبير تفاصيل مشروع «طنجة تيك»
الصحيفة - وسام الناصيري
الثلاثاء 7 ماي 2019 - 23:40

يبدو أن مشروع "طنجة تيك"، أصبح بعيدا عن رجل الأعمال ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيط العلمي، بعدما كان المُحاور الرئيسي، مع الصينيين حول تفاصيل المشروع الذي قُدّم للملك بقصر "مرشان" بطنجة سنة 2017، قبل أن يتعرض لهزّات كبيرة بعد انسحاب شركة "هايتي" التي لم تقو على تنفيذه استثماراتها الموعودة.

وفي الوقت الذي غاب مولاي حفيظ العلمي، نهاية الشهر الماضي، عن حفل توقيع مذكرة تفاهم بين شركة تهيئة مدينة "محمد السادس التكنولوجية بطنجة" والمجموعة الصينية  "تشاينا كومنكيشن كونستركشن كومباني ليمتيد انترناشنل" (C.C.C.C) وفرعها "تشاينا رود أند بريدج كوربورايشن" (سي ار بي سي)، التي ستعوض مجموعة "هايتي"، التي لم تلتزم بوعودها اتجاه المشروع، لأسباب قيل إنها "إلتزامات مهنية"، أكدت مصادر مطلعة أن غياب العلمي له سببين لا وجود لثالثهما.

 الأول يتعلق بـ"فشل" مولاي حفيظ العلمي، في تدبير مرحلة التفاوض حول مستثمر موثوق، وقادر على تنفيذ المشروع، بعدما تبيّن أن شركة "هايتي" الصينية" غير قادرة على تنفيذ وعودها الاستثمارية، وهي التي كان يقدمها العلمي بأنها شركة لها كل الامكانيات لتنفيذ المشروع رغم القيمة الاستثمارية التي يتطلبها، والتي قدرت بـ10 ملايير دولار ستفضي إلى خلق 100 ألف منصب شغل وتشييد 200 مصنع بـ"طنجة تيك".

حتى أن رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري، سبق له أن صرّح، بالقول: "أنا قمت بمهمتي المتمثلة في توفير الوعاء العقاري، فقد تمت تعبئة الـ500 هكتار الضرورية للمرحلة الأولى من المشروع.. ولا أريد أن اهتم بالباقي، لا أريد تحمل أي مسؤولية" مشددا على أن "مولاي حفيظ العلمي هو الذي يعرفهم". والمقصود هنا شركة "هايتي"، التي خرجت من المشروع.

وعليه، تضيف نفس المصادر لـ"الصحيفة"، تم "تهميش" العلمي، بعد دخول شركة جديدة على الخط، وهو ما جعل حضوره "غير ضروري" لحفل توقيع مذكرة تفاهم بين شركة تهيئة مدينة "محمد السادس التكنولوجية بطنجة" والمجموعة الصينية "تشاينا كومنكيشن كونستركشن كومباني ليمتيد انترناشنل" (C.C.C.C) وفرعها "تشاينا رود أند بريدج كوربورايشن" (سي ار بي سي)، نهاية الشهر الماضي، والتي حضرها كل من رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري، وعثمان بنجلون، رئيس شركة تهيئة مدينة محمد السادس “طنجة تيك”.

هذا، في الوقت الذي أشارت نفس المصادر لـ"الصحيفة" أن السبب الثاني، هو الخلاف الحاد بين العلمي، وبنجلون مالك مجموعة مجموعة "فينانس كوم"، والرئيس المدير العام لبنك BMCE BANK الذي سيتحول اسمه إلى BMCE BANK OF AFRICA في 11 شتنبر القادم، بعد الخرجة الإعلامية، للأخير حول صفقة بيع العلمي لشركته "سهام للتأمينات" لمجموعة "سانلام" الجنوب إفريقيا بقيمة مالية فاقت المليار دولار.

وكان عثمان بنجلون قد انتقد خلال ندوة صحافية لتقديم حصيلة نشاط مجموعة BMCE BANK تفويت مولاي حفيظ العلمي لشركته "ساهام" لمجموعة من جنوب إفريقيا، بسبب الخلاف بين الرباط وبريتوريا حول الصحراء، والدعم المستمر لجنوب إفريقيا لجبهة "البوليساريو".

بنجلون أشار في نفس الندوة أنه يرفض تفويت شركات مغربية لدول تعادي المغرب ولا تعترف بصحرائه، لأن هذه الشركات "هي ملك للمغاربة" حسب وصفه، رافضا في الوقت نفسه تعامل مجموعته مع الجنوب إفريقيين.هذا التصريح، حسب نفس المصادر، كان القشة التي كسرت العلاقة بين العلمي وبنجلون الذي فتح فرعا لبنكه BMCE BANK بمدينة شنغهاي بالصين، والذي سيتكلف بالتحويل السلس للسيولة المالية التي سيحتاجها مشروع "طنجة تيك"، والمشاريع الصينية نحو المغرب.

وبما أن "هايتي" خرجت من المشروع، فمن المفروض أن مولاي حفيظ العلمي أيضا أصبح، وبشكل تلقائي خارج تدبير تفاصيل مشروع "طنجة تيك"، بعد دخول شركة جديدة تَفَاوَضَ لجلبها، رئيس شركة تهيئة مدينة محمد السادس، عثمان بنجلون الذي يعتبر بنكه BMCE BANK الشريك الرئيسي في "طنجة تيك"، تضيف نفس المصادر، التي أكدت أن المشروع برمته وإن كانت الدولة ترعاه إلاّ أنه مشروع خاص يتم تدبيره من طرف شركات مستثمرة، بشراكة مع جهة طنجة تطوان الحسيمة التي وفرت الوعاء العقاري له.

إسرائيل.. الاستثمار المُربح للغرب!

سنة 1986 وقف جو بايدن الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، عن الحزب الديمقراطي، ليلقي عرضا مطولا أمام قاعة مليئة بالسياسيين وصناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، حول دور ...