بعد عقود من الاعتماد على الدبابات الروسية.. الجزائر تلجأ إلى بكين لتحديث ترسانتها بدبابات "VT-4" الصينية
تتجه الجزائر إلى الاعتماد على الصين في تحديث ترسانتها العسكرية من الدبابات، بعد عقود من الاعتماد الكامل على روسيا، حيث أجرت مؤخرا سلسلة من التقييمات الناجحة على دبابة "VT-4" وفق ما أكدته مصادر متخصصة في أخبار التسلح على المستوى الدولي.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الجزائر كانت تعتمد بنسبة 100 بالمائة على الدبابات الروسية من طراز T-90، لكنها لم تعد قادرة على الحصول على دبابات روسية جديدة من موسكو، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى بها إلى تغيير البوصلة إلى بكين.
وقالت نفس المصادر، إن الجيش الجزائر، أشاد بالدبابة الصينية خلال تداريب التقييم التي تم إجراؤها عليها، حيث نفذت تدريبات إطلاق نار طويل المدى بنسبة إصابة 100%، بالإضافة إلى إتمام 500 كيلومتر من اختبارات القيادة المستمرة والتمارين في ظروف متنوعة.
وتدخل رغبة الجزائر في الحصول على طراز جديد من الدبابات في إطار مخططها الهادف لتحديث ترسانتها العسكرية بعدما خصصت العام الماضي ميزانية مالية ضخمة لذلك، حيث قالت تقارير دولة إن الجزائر ترغب في التخلص في الكثير من العتاد الروسي القديم الذي أثبت فشله في الحرب الأوكرانية الأخيرة.
وحسب ما كشفه موقع "Military Africa" مؤخرا، فإن الجزائرتستكشف حاليا طائرة "L-39NG" التشيكية الصنع، ذات الاستعمالات المتعددة، في مجال الحرب والتدريب، من أجل تعويض سربها القديم من طائرات L-19 Albatross، بسبب تقادمه وعدم امتلاكه للتكنولوجيا الحديث.
وحسب نفس المصدر، فإن الجزائر تُجري تدريبات وتقييمات على هذه الطائرة، من أجل معرفة ما إذا كانت ستلبي حاجياتها العسكرية والتدريبية، مشيرا إلى أن هذه الطائرة تتميز بأدوار تدريبية، إضافة إلى الأدوار العسكرية حيث يُمكنها القيام بمهام الهجوم الأرضي، كما أنها متوافقة مع مجموعة من الأسلحة بما في ذلك القنابل والصواريخ وحاويات المدافع، مما يجعلها أداة عسكرية قيمة.
حرب أوكرانيا أم ضغوطات أمريكية
ويؤكد لجوء الجزائر إلى دول أخرى لاقتناء الأسحلة بدل روسيا، إلى عدم قدرتها على الحصول على الأسلحة الروسية في الوقت الراهن، مما يطرح تساؤلات عن أسباب ذلك، هل الأمر يتعلق بعجز موسكو في تلبية طلبات الجزائر بسبب حربها على أوكرانيا مثلما أشارت إليه تقارير إعلامية دولية، أم أن الأمر له علاقة بالضغوطات الأمريكية.
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الدولية، بلال التليدي، خلال حديث مع "الصحيفة"، إن الجزائر تراجعت عن صفقات تسلح بقيمة 17 مليار دولار مع روسيا، بسبب الضغوطات الأمريكية وخوفا من العقوبات الغربية عليها، ولا سيما أن مجموعة من السيناتورات في الكونغرس الأمريكي كانوا قد تقدموا بطلب بفرض عقوبات على الجزائر.
وكان تقرير لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، الذي صدر في مارس الماضي أشار إلى تراجع مقتنيات الجزائر من الأسلحة في الفترة الممتدة بين 2019 و 2023 مقارنة بالأربع سنوات التي سبقتها، حيث بلغت نسبة التراجع إلى 77 بالمائة، وهي نسبة تشمل جميع واردات الجزائر من الأسلحة من مختلف الدول التي تتعامل معها، وعلى رأسها روسيا.
وفي هذا السياق، أوضح التقرير، أن التراجع الأكبر في اقتناء الأسلحة بالنسبة للجزائر، كان مع روسيا، حيث تراجعت النسبة بناقص 83 بالمائة، مقارنة بفترة 2014 و 2018، وهو ثاني أكبر تراجع في اقتناء الأسلحة الروسية من طرف دول العالم بعد فيتنام التي تراجعت نسبة اقتنائها للأسلحة من موسكو بنسبة ناقص 91 بالمائة بين 2019 و 2023.
ويأتي تسجيل الجزائر لهذا التراجع الكبير في اقتناء الأسلحة من روسيا، في وقت رصدت فيها ميزانيات ضخمة لاقتناء أسلحة جديدة، حيث فاقت ميزانية الدفاع التي خصصتها للسنة الماضية 20 مليار دولار، وقد كانت من أكبر الميزانيات التي تُخصصها دولة إفريقية في هذا المجال، لكن الأرقام كانت عكس حجم الميزانية، مما يشير إلى صعوبة حصول الجزائر على الأسلحة، وبالأخص من روسيا.