بعد غرق مهاجر يمني قرب مليلية.. هيئة من الفاتيكان تتهم إسبانيا والمغرب بتنفيذ "خطة سيئة" ضد اللاجئين

 بعد غرق مهاجر يمني قرب مليلية.. هيئة من الفاتيكان تتهم إسبانيا والمغرب بتنفيذ "خطة سيئة" ضد اللاجئين
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 11 دجنبر 2021 - 20:57

أماطت هيئة الخدمة اليسوعية المؤسَّسَة في الفاتكان والتي تُعنى بمساعدة اللاجئين والمهاجرين، اللثام عن ملف حارق من ملفات القضايا الحدودية بين المغرب وإسبانيا، حين كشفت عن وجود انتقائية في قبول اللاجئين لدى السلطات الإسبانية تصل حد تجاهل المهاجرين القادمين من اليمن ودول إفريقيا جنوب الصحراء، بل وتركهم يواجهون الموت وسط مياه المتوسط، وهو الأمر الذي قالت إن السلطات المغربية تساعد الإسبان تطبيقه.

وانطلقت المنظمة الكاثوليكية، من خلال رئيس قسم الحدود الجنوبية الذي يشمل نشاطه مساعدة المهاجرين المتجهين إلى مليلية والجزر الجعفرية، من حالة شاب يمني غرق أثناء محاولته الوصول إلى الجانب الإسباني من الحدود، لتتحدث عن وجود "لعبة سيئة" بين إسبانيا والمغرب بخصوص هؤلاء اللاجئين، إذ أوضحت أن السلطات الإسبانية رفضت مساعدته رغم إخبارها بأن الأمر يتعلق بطالب لجوء، بينما رفضت نظيرتها المغرب البحث عن جثته.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى 25 نونبر الماضي، حين حاول مجموعة من اليمنيين الوصول إلى مدينة مليلية سباحة، ليجري اعتقال واحد من أفرادها على الشاطئ في الوقت الذي جرى فيه اعتراض اثنين آخرين من طرف دورية للحرس الإسباني في المياه التابعة للمدينة، وحينها أخبر أحدهما عناصرها بأنهم قادمون من اليمن وأنهم لاجؤون، لكن الإسبان جردوهما من ملابسهما وأعادا إلقاءهما في البحر لإجبارهما على العودة من حيث أتيا.

ووفق الهيئة ليسوعية فإن أحد الشابين استطاع المقاومة وسط البحر في حين أصيب الثاني بالإرهاق الشديد ما أدى في نهاية المطاف إلى غرقه، الأمر الذي دفع صديقه إلى السباحة صوب الحدود المغربية، وهناك أخبر الشرطة بأن صديقه قد غرق، لكن عناصرها أخبروه بأنه ليس بإمكانهم فعل شيء، وأن ما يجب فعله هو الانتظار إلى حين ظهوره، والحال أن جثته لم تظهر إلى غاية اليوم.

والأغرب من ذلك هو أن الهيئة وثقت محاولة أخرى من لاجئين يمنيين للوصول إلى الجزر الجعفرية، وهي جزر تقول إسبانيا إنها تابعة لها فيما يطالب المغرب بالسيادة عليها، لكن عند وصول المجموعة اللاجئين إليها سباحةً في شتنبر الماضي لاحقتهما دورية مغربية لخفر السواحل وأجبرتهما على العودة، دون أن تعترض السلطات الإسبانية على ذلك، وهي التي احتجت على المغرب بسبب ترخيصه لإقامة مزارع سمكية على بعد كيلومتر من المنطقة.

وتقول هيئة الخدمة اليسوعية إن السلطات الإسبانية تتجاهل طلبات اللجوء الصادرة عن مهاجرين قادمين من اليمن التي تعيش حالة حرب أو من دول تشهد أعمال عنف مثل مالي وبوركينافاسو، على الرغم من أنها مجبرة على استقبال مرشحي تلك الدول ودراسة ملفاتهم، وفي المقابل "تنتقي" لاجئين من دول أخرى على غرار نقلها أشخاصا من أفغانستان إلى إسبانيا بعد سيطرة طالبان على كابول لكونهم كانوا "يتعاونون" معها، أو الموافقة على استقبال لاجئة من نيكاراغوا لأن والديها كانا معارضين لرئيس البلاد.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...