بعد فقدانها صفة "الأكثر تمثيلية".. الأمين العام لنقابة "البيجيدي": الوزير أمكراز وفشل الحكومة سبب الخسارة

فجرت الانتخابات المهنية الأخيرة مفاجأة من العيار الثقيل بخروج نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب المرتبطة بحزب العدالة والتنمية، من صف النقابات الأكثر تمثيلية، بعدما عجزت عن تجاوز عتبة 6 في المائة الضرورة توفرها في النقابات التي ستفاوض الحكومة وستشارك في الحوار الاجتماعي، وهي النتيجة التي اعترف عبد الإله الحلوطي، الأمين العام لـUNTM، بكونها تمثل سقوطا لهذه النقابة، مرجعا أسباب ذلك لضعف التدبير وأيضا لوزير الشغل والإدماج المهني محمد أمكراز.

وخلال ندوة صحفية نظمتها النقابة المذكورة أمس، السبت، في الرباط للتعليق على نتائج الانتخابات المهنية، برر الحلوطي التراجع الواضح في النتائج بارتفاع نسبة المشاركة، الذي كان هو هاجس أمكراز باعتباره المشرف على العملية الانتخابية، حيز أعلن عن برنامج لتحفيز المهنيين على المشاركة موردا أن الاتحاد المغربي للشغل "دفع ثمن ذلك، ولو كانت الانتخابات قد سارت بشكل طبيعي لكنا حصلنا على نتائج أخرى".

وإلى جانب ذلك اعتبر المتحدث أن الاتحاد دفع ثمن فشل الحكومة الحالية في تدبير مجموعة من القطاعات العمومية وذلك نتيجة ارتباطه بحزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى كونه "ضحية" التقطيع الانتخابي سواء على المستوى الترابي أو الفئوي الذي قال إنه كان "يفتقر للشفافية"، ملمحا إلى وجود "تلاعب" في النتائج بسبب اعتماد التصويت بوساطة الرسائل مستدلا على ذلك بـ"إسقاط لوائح انتخابية في اللحظات الأخيرة".

ورغم ذلك، استبعد الحلوطي فك الارتباط بين النقابة التي يرأسها وبين حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية والذي ينتمي له وزير الشغل، مبرزا أن ما قام به هذا الأخير دليل على أنه لا يفكر في مصلحة النقابة أو الحزب وإنما في مصلحة "المغرب والاقتصاد الوطني"، وأضاف أن الاتحاد سيظل "معتزا" بشراكته مع "البيجيدي" حتى لو دفع ثمن ذلك.

غير أن الحلوطي اعترف أيضا بأن خسارة صفة "الأكثر تمثيلية" كانت له أسباب أخرى ذاتية، في مقدمتها ضعف تدبير ملف الانتخابات، غير أنه أبدى اقتناعه بأن عدم وصول نقابته إلى العتبة المطلوبة لن يبعدها عن واجهة العمل النقابي، إذ رغم تراجعها في تمثيل المهنيين العاملين في القطاع العام إلا أنها حققت نتائج إيجابية في القطاع الخاص ورفعت من تمثيليتها، على حد تعبيره، مضيفا أنه بالرغم من هذه النتائج سيظل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مخاطبا رئيسيا في الحوار الاجتماعي.