بعد قبول المغرب تسلمه من بلجيكا.. الداخلية الفرنسية تصف ترحيل إيكويسن بـ"الانتصار على التطرف" وتضمن منعه من دخول أوروبا
أنهى المغرب وجعا طويلا في رأس فرنسا انتقلت عدواه إلى جارتها بلجيكا، بعد أن تسلم يوم أمس الجمعة، الإمام المغربي المزداد في الأراضي الفرنسية، حسن إيكويسن، والذي وصل إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء تنفيذا لقرار ترحيله بعد اتهامات له بترويج خطاب "متطرف"، الأمر الذي وصفته داخلية باريس بـ"الانتصار العظيم"، مؤكدة أنه لن يعود إلى أي من دول الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية AFP عن مسؤول في وزارة الخارجية أن الأمر يتعلق بطرد الإمام المغربي المزداد في فرنسا، والذي كان يحمل جنسيتها إلى حدود سن السابعة عشرة، كما يتضمن منع عودته إلى الأراضي الأوروبية، على اعتبار أن اسمه مدرج في لوائح الممنوعين في نظام "شينغن". وقالت إن وزير الداخلية جيرالد دارمانان عمل على ذلك مع نظرائه الأوروبيين".
ووصفت الوزارة هذا الأمر بـ"الانتصار العظيم على نزعة التطرف"، وذلك بعد أن ظلت تطارده منذ شهر يوليوز من العام الماضي، وجاء على لسان دارمانان أن "هذا الداعية يتبنى منذ أعوام خطاب كراهية ضد قيم فرنسا، يتنافى مع مبادئ العلمانية والمساواة بين الرجال والنساء"، وفي غشت الماضي أقر مجلس الدولة الفرنسي إجراء طرده، ليصفه وزير الداخلية بـ"الانتصار الكبير للجمهورية".
والمثير للانتباه في هذا الملف، هو أن تنفيذ قرار ترحيل إيكويسن تم قبل الانتهاء من كل إجراءات التقاضي، على اعتبار أن المحكمة الإدارية في باريس لا زالت تدرس الأمر، حسب تأكيد محاميته لوسي سيمون، ووفق ما نقلته عنها وكالة الأنباء الفرنسية فإنه في حال صدور قرار من المحكمة بإلغاء أمر الإبعاد سيكون على سلطات باريس ضمان عودته إلى مسقط رأسه.
وكان المغرب قد غير موقفه الرافض لاستقبال إيكويسن، بعد أن تلقى طلبا من بلجيكا شهر دجنبر الماضي، البلد التي فر إليها الإمام المغربي إثر صدور أمر مجلس الدولة الفرنسي بإبعاده، وقالت محاميته إنها فجئت بـ"التحول" في موقف السلطات المغربية، ولم يتم إبلاغها بالقرار المغربي الصادر يوم الخميس الماضي، والذي نُفذ أمس الجمعة.
وأصدرت القنصلية المغربية في لييج، التي كان إيكويسن محتجزا داخل إحدى مراكزها بعد رفض السلطات البلجيكية استقباله، وثيقة المرور التي سمحت للإمام البالغ من العمر 57 عاما بالانتقال إلى بلد والديه، الأمر الذي عبرت وزيرة الدولة البلجيكية لشؤون اللجوء والهجرة نيكول دي مور، عن ارتياحها له، وعلقت قائلة "لا يمكن السماح لمتطرف بالتجول على أراضينا".
وكانت الوزيرة نفسها قد قالت الشهر الماضي إن "كل الطرق تؤدي إلى ترحيله (إيكويسن) صوب المغرب، بعد أن خسر حقه في الإقامة على الأراضي الفرنسية"، واصفة إياه بأنه "من الدعاة المتطرفين الذين لا مكان لهم في بلادنا"، وذلك بعد أن رفضت فرنسا استقباله، ما دفع سلطات بروكسيل إلى وضعه في مركز مغلق في انتظار إبعاده.