بعد "كلاش" الصخيرات.. صراع خفي بين انفانتينو وتيار أحمد أحمد داخل "الكاف"

يبدو أن تداعيات إنهاء الشراكة بين الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم مع الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، ممثلا في شخص فاطمة سامورا، الأمينة العام للجهاز الكروي الدولي، التي قرر "الكاف" عدم تمديد فترة تدبيرها لشؤون الإدارة الكروية داخل القارة السمراء، (تداعياتها) أرخت بظلالها على كواليس النقاش الدائر وسط الرأس العام، مما ينذر ببوادر صراعات بين المسؤولين على "المستديرة".

هذا، وعلمت "الصحيفة" من مصادر مطلعة، أن بوادر الأزمة، ظهرت في اجتماع المكتب التنفيذي للكونفدرالية، بمركب محمد السادس لكرة القدم بالصخيرات، على هامش احتضان المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة واليوم الدراسي حول تطوير البنية التحتية للكرة الإفريقية، حيث أكدت المصادر نفسها، إن السويسري جياني انفانتينو، رئيس الـ FIFA، تلقى صفعة قوية من صناع القرار داخل الشأن الكروي الإفريقي، بعد إجماع أعضاء الأخير على إنهاء مهام إدارة فاطمة سامورا، التي استمرت لفترة ست أشهر.

في الوقت الذي كات  تفيد المؤشرات أن "كاف" ستمدد من فترة ولاية سامورا، من خلال اجتماع مكتبها التنفيذي بالمغرب، الأخير الذي تزامن مع حضور فعاليات "فيفا" لليوم الدراسي المنظم، بشراكة مع الكونفدرالية، فاجأ عضو بارز داخل المكتب التنفيذي للأخير، الجميع، بكلمة قوية، بعث من خلالها رسالة مشفرة للقائمين على كرة القدم العالمية، أن الكرة الإفريقية لا تحتاج لوصاية أحد، في تلميح إلى الدور الرقابي الذي يسعى الاتحاد الدولي إلى بسطه، من خلال تعيين أمينته العامة.

خطاب، حسب ما توصلت إليه الجريدة، لم يرق السويسري جياني انفانتينو، رئيس الـ FIFA، الذي غادر الاجتماع، منفعلا، بعد عدم نجاح مخططه في تمديد مقام فاطمة سامورا، لستة أشهر إضافية، هذا القرار الذي كان سيزيد من مخاوف "تيار" الملغاشي أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية، مع قرب انتهاء ولايته وتاريخ انعقاد الجمعية العمومية الانتخابية.

وبناء على ما سبق، ظهر جليا أن "أخطبوط" الاتحاد الدولي، سيتحرك من أجل محاولة زعزعة "هرم" أحمد أحمد، مما يفسر تسريب تقرير منظمة "PwC" الذي كشف عن خروقات مالية داخل "الكاف"، هذا الأخير الذي ظهر للرأي العام، مباشرة بعد نهاية مهام فاطمة سامورا، بصفة رسمية.

واستند "معارضو" الرئيس الملغاشي، على تقرير تدقيق الحسابات، من أجل شن حملتهم على "التيار" المحسوب على أحمد أحمد، داخل جهاز المكتب التنفيذي للكونفدرالية، والذي يقوده كل من المغربي فوزي لقجع والكونغولي كوستانت عماري، النائبين الأول والثاني، حيث من المنتظر أن تتوسع جبهة الصراع، خلال الأشهر القادمة.

في سياق متصل، أكدت مصادر صحفية، أن فوزي لقجع، النائب الثاني لأحمد أحمد، رئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، هاجم جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" والمسؤولين الذين سهروا على افتحاص مالية الاتحاد القري، في الأشهر السابقة، نافيا كل تهم الفساد الخطيرة التي وجهت له ولزملائه بالكونفدرالية.

 المصادر نفسها، أكدت إن لقجع كان غاضبا خلال اجتماع المكتب التنفيذي لـ"الكاف"، الذي انعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، نهاية الأسبوع الماضي، على هامش مباراة "السوبر" الإفريقي، الذي جمع بين الترجي التونسي والزمالك المصري، حيث اعتبر أن تهم تبذير المال والاختلالات التسييرية "عارية من الصحة"، كما تحدو مسؤولي "فيفا" أن يثبتوا ذلك بوقائع ووثائق. 

نشرت تقارير صحفية أمريكية ما وصفته بـ"الفضيحة" التي من شأنها أن تهز أركان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعد كشف مصير 24 مليون دولار "مختفية" من خزائن "الكاف".

معلوم أن الصحافة العالمية، تفاعلت بشكل كبير، مع عمليات تدقيق حسابات مستقلة، أجراها الاتحاد الدولي لكرة القدم على السجلات المالية لحسابات "كاف"، أظهرت اختفاء 26 مليون دولار، من الأموال التي كان أرسلها "الفيفا" لتطوير كرة القدم في القارة السمراء.

وأشار التقرير المنجز من قبل شركة "PwC"إلى أن عمليات التدقيق المالي التي كانت تتم تحت إشراف، فاطمة سامورا، الأمينة العامة للاتحاد الدولي "فيفا"، بصفتها أيضا قائمة بأعمال سكرتير العام لـ"الكاف"، خلال الأشهر الست الماضية، لم تتمكن خلالها الأخيرة ولا مدققي الحسابات المستقلين، من معرفة مآل الـ24 مليون دولار المختفية ولا أوجه إنفاقها.