بعد لقاء تبون وبوتين والإعلان عن مقتل مسلحين روس في الجزائر.. ماكرون: موسكو تهدف لزعزعة استقرار إفريقيا عبر "فاغنر"
أياما قليلة بعد زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روسيا، التي طلب خلالها مساعدة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في عمليات تطهير الصحراء الجزائرية من مخلفات التجارب النووية الفرنسية، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، عن أن موسكو "تهدف إلى زعزعة الاستقرار في إفريقيا"، مشيرا إلى نشرها عناصر قوات "فاغنر" في العديد من الدول.
وقال الرئيس الفرنسي، في حوار مع وسائل إعلام فرنسية نقلت مضامينه وكالة الأنباء AFP، على هامش قمة الميثاق العالمي الجديد في باريس، إن روسيا "قوة مزعزعة للاستقرار في أفريقيا عبر ميليشيات خاصة تنكل بالمدنيين"، في إشارة إلى قوات فاغنر التي قال ماكرون إن الأمم المتحدة وثقت تجاوزاتها في القارة السمراء وتحديدا في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وتأتي تصريحات الرئيس الفرنسي إثر عودة الحديث عن وجود المرتزقة الروس في الجزائر، حيث أعلنت جماعة مسلحة تطلق على نفسها "حركة تحرير جنوب الجزائر" إنها نفذت هجوم نوعي أدى إلى مقتل 16 جنديا في الجيش الجزائري و8 عناصر من قوات "فاغنر"، وفي 2021 قال تقرير لشبكة i24 الإسرائيلية إن عناصر من القوات نفسها يدربون مسلحي ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية في تندوف.
وخلال زيارته إلى موسكو منتصف الشهر الجاري جدد تبون شكره للجيش الروسي لـ"إسهامه في نزع ألغام المستعمر الفرنسي بالجزائر"، معربا عن إمكانية "توقيع اتفاقيات مع روسيا لتطهير المناطق التي أجريت فيها التجارب النووية للاستعمار بالجزائر"، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، في إشارة إلى التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية خلال الفترة ما بين 1960 و1966، أي حتى بعد استقلال البلاد.
وقال الرئيس الفرنسي إن روسيا وضعت نفسها في موقف يجعلها لا تحترم القانون الدولي، مضيفا أنها أضحت "إحدى القوى الاستعمارية القليلة في القرن الحادي والعشرين"، وذلك من خلال "شن حرب استعمارية على جارتها أوكرانيا"، معتبرا أن استئناف الحوار مع بوتين لن يكون ممكنا إلا في حال احترام القانون الدولي، ومعلقا "هذا هو الشيء الوحيد الذي يتيح لنا العيش بسلام".
وتعيش الجزائر وفرنسا على وقف الأزمة منذ فبراير الماضي، حين استطاعت باريس نقل المعارضة الجزائرية التي تحمل أيضا الجنسية الفرنسية، أميرة بوراوي، من تونس، بعدما كانت الجزائر تطالب بتسليمها لمحاكمتها بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية، وهو السبب الرئيسي لتأجيل زيارة تبون إلى فرنسا، مفضلا التوجه إلى روسيا للقاء بوتين.
ومباشرة بعد خروج بوراوي من تونس صدر بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية جاي فيه أنه "في أعقاب المذكرة الرسمية التي أعربت من خلالها الجزائر عن احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري، أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، سعيد موسي، فورًا للتشاور".