دي ميستورا يجري مباحثات مع "البوليساريو" في الجزائر والجبهة الانفصالية "مُحرجة" من ذكر المكان
لن يكون بإمكان ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء، اللقاء "ميدانيا" بقيادة جبهة "لبوليساريو" الانفصالية، في أكتوبر المقبل، إلا داخل التراب الجزائري، وتحديدا في مخيمات تندوف، وهو الأمر الذي تأكد من خلال إعلان للجبهة أعقب لقاء المسؤول الأممي وزير الخارجية المغربي.
وأصدرت قيادة "البوليساريو"، يوم أمس الاثنين، بيانا أكدت فيه أن دي ميستورا سيقوم بـ"بزيارة للطرف الصحراوي" يوم الخميس 3 أكتوبر 2024، وذلك قبل الإحاطة التي من المُقرر أن يقدمها لمجلس الأمن الدولي في منتصف شهر أكتوبر القادم، وتفادى البيان الحديث عن المكان الذي سيجري فيه اللقاء، إلا أن المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" تؤكد أنه سيكون في تندوف بالجزائر.
ويؤكد حرج الجبهة من الحديث عن مكان اللقاء أنه لن يتم داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح، والتي تزعم "البوليساريو" أنها تتحكم في أجزاء منها وتسميها "المناطق المُحررة"، علما أن المغرب أصبح، منذ 2020، ينفذ ضربات جوية ضد مسلحي" البوليساريو" الذين يدخلون المنطقة في محاولة للاقتراب من الجدار الأمني.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، قد أجرى، الأحد بنيويورك مباحثات مع دي ميستورا، بطلب من هذا الأخير، على هامش الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما أفاد به بلاغ للبعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة.
وأوضح البلاغ أن هذه المباحثات، التي جرت بحضور السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، شكلت مناسبة لاستعراض الدينامية الدولية الحالية، بقيادة الملك محمد السادس، دعما لسيادة المملكة على صحرائها، والتي تؤيدها العديد من الدول، لصالح المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وجدد الوفد المغربي، خلال هذا اللقاء، التأكيد على الثوابت الأربعة لموقف المملكة بخصوص الصحراء المغربية، كما حددها العاهل المغربي، وأولها دعم جهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل حل سياسي واقعي، وعملي، ومستدام وقائم على التوافق، وثانيها أن الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، هو الحل الوحيد والأوحد لهذا النزاع الإقليمي.
أما الثابت الثالث، وفق البلاغ، فهو أن الموائد المستديرة بمشاركة جميع الأطراف، وخاصة الجزائر،هي الإطار الوحيد لهذا المسلسل، وذلك طبقا لقرار مجلس الأمن 2703، بتاريخ 30 أكتوبر 2023، ورابعا الاحترام الصارم لوقف إطلاق النار من قبل الأطراف الأخرى كشرط مسبق لمواصلة المسلسل السياسي، وخلص البلاغ إلى أن السيد دي ميستورا سيجري أيضا مباحثات مع الأطراف الأخرى بنيويورك.