بعد نأي نواكشوط بنفسها عن التطورات الميدانية في الصحراء.. مسؤول جزائري: المغرب يحاول إجهاض تقاربنا مع موريتانيا
تفاعلت الجزائر لأول مرة مع ما صدر عن الحكومة الموريتانية أول أمس الأربعاء بخصوص ادعاءاتها بحدوث قصف مغربي لشاحنات تجارية داخل المنطقة العازلة بالصحراء، حين أكدت حكومة نواكشوط أنها "غير مستهدفة" بهذا التحرك الميداني الذي أكدت أنه حدث خارج أراضيها، إذ اعتبر عمار بلاني، الذي منحه قصر المرادية صفة "المبعوث الخاص بالصحراء الغربية ودول المغرب العربي"، أن الرباط تحاول "عرقلة وإجهاض التقارب الجزائري الموريتاني".
ونقلت صحيفة "الشروق" المقربة من الجيش الجزائري عن بلاني قوله إن المغرب "يسعى بكل الطرق إلى عرقلة التجارة بين الجزائر وموريتانيا، خاصة منذ زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر وإبرام اتفاقية بين الحكومتين تتضمن إنجاز طريق يربط الجنوب الجزائري بمدينة زويرات الموريتانية"، مضيفا أن المملكة تهدف إلى "عرقلة وإجهاض التقارب الجزائري الموريتاني لا سيما في مجال التجارة، وأضاف أن الرباط "تدرك جيدا أن تعزيز التجارة بين الجزائر وموريتانيا سيمنح للأخيرة مساحة أكبر فيما يتعلق بالمسألة الاستراتيجية المتمثلة في تنويع تدفقاتها التجارية".
ويمثل ذلك رد فعل على تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة المويتانية، محمد ماء العينين ولد أييه الذي أكد مقتل مواطنين موريتانيين في القصف الذي جرى في المنطقة العازلة، قائلا إن الحكومة تترحم عليهم وتقدم تعازيها لأسرهم، لكنه أيضا شدد على أن العملية جرت خارج الأراضي الموريتانية وأن بلاده ليست مستهدفة بها، وأضاف " لو كان فيه ما يستدعي إصدار بيان من وزارة الخارجية لأصدرته".
وتُعد هذه المرة الثانية التي تنأى فيها موريتانيا بنفسها عن الادعاءات الجزائرية، ففي نونبر الماضي كذب جيشها مزاعم باستهداف الجيش المغربي شاحنتين جزائريتين داخل أراضيها موردا "تداولت عدة مواقع ومنصات إعلامية خبر تعرض شاحنات جزائرية لهجوم شمال البلاد، ومن أجل إنارة الرأي العام وتصحيح المعلومات المتداولة، تنفي مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقيادة الأركان العامة للجيوش حدوث أي هجوم داخل التراب الوطني، كما تدعو الجميع لتوخي الدقة في المعلومات، والحذر في التعامل مع المصادر الإخبارية المشبوهة".
ومن ناحية أخرى عادت الجزائر إلى التلويح بالحرب مع المغرب بعد التطورات الميدانية الأخيرة في الصحراء، إذ قال بلاني في حديثه لـ"الشروق" إن الضربات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة الملكية تعد "اغتيالات مدبرة ببرودة من قبل الحكومة المغربية، ولن تمر دون عواقب"، ورغم أن الأمر يحدث خارج حدود بلاده أورد "إن أي امتداد محتمل لهذه الأعمال العدائية إلى الأراضي الوطنية الجزائرية بإمكانه أن يكون ذريعة حرب، بالرغم من أن الجزائر أكدت مرارا أنها لن تشن الحرب إلا في حالة الدفاع عن النفس".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :