بعد 6 أشهر على الأقل.. هل تعمد ماكرون تأجيل زيارة تبون إلى فرنسا حتى يتمكن من اللقاء بالملك محمد السادس قبل الصيف؟
يحاول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تدارك التقارب الحاصل مؤخرا في العلاقات بين المغرب وفرنسا، والذي تمخض عنه تجديد باريس دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، الأمر الذي دفعه إلى بحث مسألة تنظيم زيارته المؤجلة للقاء بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن الموعد الذي حُدد له من طرف "الإليزي" لن يكون قبل 6 أشهر على الأقل.
يوم أمس الاثنين أعلنت رئاسة الجمهورية الفرنسية إجراء محادثة هاتفية بين ماكرون وتبون، موردة أن الرئيسين "ناقشا تعميق الشراكة المتجددة بين فرنسا والجزائر إثر إعلان الجزائر، الذي تم التوصل إليه خلال زيارة إيمانويل ماكرون للجزائر في غشت 2022"، كما تطرقت إلى زيارة الدولة التي من المنتظر أن يقوم بها الرئيس الجزائري مستقبلا إلى باريس.
وأورد الإيليزي أن موعد هذه الزيارة "سيتم تحديده لاحقا"، على أن تُجرى خلال الفترة ما بين نهاية شتنبر وبداية أكتوبر من العام الجاري، أي بعد 6 أشهر على الأقل من الآن، والملاحظ أن الرئيس الفرنسي أبعد موعد هذه الزيارة عن التاريخ المحتمل لزيارته إلى المغرب من أجل اللقاء بالملك محمد السادس، والمنتظرة قبل فصل الصيف المقبل.
وفي فبراير الماضي، كشفت صحيفة "أفريكا إنتلجنس" الفرنسية أن ترتيب زيارة الرئيس ماكرون إلى المغرب، كانت من أسباب سفر وزير الخارجية، ستيفان سيجورني إلى الرباط من أجل اللقاء مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، مرجحة أن يتم اللقاء بالعاهل المغربي، المؤجل منذ منذ أكتوبر 2022، قبل صيف السنة الجارية.
وحمل إعلان الرئاسة الفرنسية إشارة إلى إمكانية تطرق ماكرون وتبون لملف الصحراء خلال المكالمة الهاتفية بينهما، إذ أورد أنهما "تطرقا أيضا إلى المسائل الإقليمية والتعاون في مجلس الأمن الدولي، وخصوصا في ما يتعلق بالنزاع في الشرق الأوسط".
وشهدت العلاقات المغربية الفرنسية تقاربا واضحا مع بداية العام الجاري، بعد أزمة مركبة استمرت منذ سنة 2021، وقبل أيام نقلت وسائل إعلام فرنسية، عن مؤسسة الرئاسة أن ماكرون أتى إلى حفل الاستقبال الذي نظمته حرمه، بريجيت ماكرون، على شرف الأميرات مريم وأسماء وحسناء، شقيقات العاهل المغربي، من أجل تحيتهن، وأضافت أن الرئيس "أجرى مؤخرا اتصالا هاتفيا مع الملك محمد السادس".
وخلال زيارته إلى المغرب الشهر الماضي، جدد وزير الخارجية الفرنسي التأكيد على دعم بلاده "الواضح والثابت" لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تقدم به المغرب، مؤكدا أنه بالنسبة لفرنسا "حان الوقت لتحقيق تقدم في هذه القضية"، مذكرا بأن فرنسا كانت أول بلد يدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي سنة 2007، مضيفا أنه "في إطار الاستمرارية المنطقية لهذا الالتزام، حان الوقت لتحقيق تقدم".
وقال سيجوني إنه، بصرف النظر عن المواقف السياسية، فإن فرنسا تتقدم بمبادرات ملموسة، مشيرا إلى أن بلاده "ترغب أيضا في المضي قدما مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح والاحتياجات" من خلال الحضور بالأخص في المجالين التعليمي والثقافي، مذكرا بوجود مدرستين فرنسيتين بكل من الداخلة والعيون".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :