بلومبيرغ: انشاء مصنع ضخم لانتاج بطاريات السيارات في المغرب سيُغير المشهد في المستقبل وسيجعل إفريقيا تمتلك أول مصنع من هذا النوع

قالت مجلة "بلومبيرغ" العالمية المتخصصة في أخبار الاقتصاد، إن توقيع الحكومة المغربية ومجموعة "غوشن هاي تيك" الصينية الأوروبية، لانشاء مصنع ضخم لانتاج البطاريات لفائدة السيارات الكهربائية، سيُغير الكثير المعالم في مستقبل هذه الصناعة، وسيجعل قارة إفريقيا تمتلك لأول مرة مصنعا من هذا النوع.

وحسب نفس المجلة في تقرير نشرته، الاثنين، فإنه لا يوجد أي مصنع في قارة إفريقيا متخصص في انتاج البطاريات لفائدة السيارات الكهربائية، ويجعلها إلى جانب أمريكا الجنوبية، القارتين الوحيدتين في العالم اللتان لا يوجد بهما استثمار من هذا النوع، وترتكز أغلب الاستثمارات المماثلة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.

وأضافت "بلومبيرغ"، أن كل هذا يتجه لأن يتغير، في إشارة إلى الاتفاق المبرم مؤخرا في إطار مبادرة الحزام والطريق، بين المغرب والصين، حيث تم وضع الحجر الأساس لانشاء مصنع متخصص في بطاريات السيارات، يُعد الأول والأضخم من نوعه في القارة الأفريقية، بكلفة مالية استثمارية قُدّرت بـ 65 مليار درهم (6.5 مليار دولار تقريبا)، ومن شأنه إحداث ما يناهز 30 ألف منصب شغل في غضون 10 سنوات.

وقد جرى توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة المغربية، والمجموعة الصينية - الأوروبية "غوشن هاي تيك"، لتحديد معالم هذا المشروع، على هامش معرض "جيتكس" أفريقيا، الذي احتضنته مراكش خلال الفترة الممتدة ما بين 31 ماي و2 يونيو الجاري، وقد أشارت "بلومبيرغ" أن السعة السنوية لهذا المصنع تصل إلى 100 جيغاواط.

وأضافت "بلومبيرغ"، أنه في حالة إنجاز هذا المصنع في المملكة المغربية، سيكون من بين أكبر المصانع في العالم المتخصصة في انتاج البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، مشيرة إلى أن هذا الاستثمار يُتوقع أن يفتح الباب أمام جذب العديد من الاستثمارات الأخرى إلى القارة الإفريقية التي تحتل المرتبة الأخيرة في استثمارات الطاقة الخضراء.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب بدأ في السنوات الأخيرة العديد من المساعي من أجل التأسيس لصناعة قوية، في قطاعات متعددة، من بينها الطاقات الخضراء والمتجددة، إضافة إلى استقطاب الاستثمارات المتخصصة في قطاع صناعة السيارات، مع التركيز على التحول التدريجي إلى صناعة السيارات الكهربائية.

ويرغب المغرب في أن يكون من ضمن البلدان الأولى التي تؤسس لصناعة شاملة وقوية في مجال انتاج السيارات الكهربائية، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو اقتصاد نظيف يعتمد على الطاقات المتجددة النظيفة، في إطار مَساعي التقليل من تداعيات التغير المناخي.