بنعبد الله ينفجر في وجه العثماني ويُؤكد: أدينا الثمن كحزب لتحالفنا مع العدالة والتنمية

 بنعبد الله ينفجر في وجه العثماني ويُؤكد: أدينا الثمن كحزب لتحالفنا مع العدالة والتنمية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 15 يوليوز 2021 - 12:15

يبدو أن زمن الود بين "الإسلاميين" و"الشيوعيين" الذين كان ظاهرة سياسية مثيرة في أول تجربة حكومية في المغرب بعد دستور 2011، قد انتهى نهاية درامية بعد مرور 10 سنوات على التحالف الذي جمع حزب العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بن كيران، بحزب التقدم والاشتراكية بقيادة نبيل بنعبد الله، وذلك بعد أن كال هذا الأخير انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني وصف خلالها تصريحاته الأخيرة في حق حزب "الكتاب" بـ"الدنيئة".

ولم يطُل صمت بنعبد الله طويلا على تصريحات العثماني من داخل البرلمان التي رد فيها على انتقادات المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية بأن ذكرها بإعفاء اثنين من وزراء الحزب من طرف الملك محمد السادس على خلفية تقرير المجلس الأعلى للحسابات الذي تلا أحداث الحسيمة، والتي اعتبر فيها أيضا أن الـPPS ينتقد حصيلةً كان هو نفسه مشاركا فيها خلال النسخة السابقة من الحكومة.

وقال بنعبد الله في رسالة أصر على توجيهها للعثماني مباشرة "نحن فعلا نتحمل جزءا من المسؤولية سواء في بداية حكومتكم أو مساهمتنا القيمة مع عبد الإله بنكيران أو ذلك في حكومات عبد الرحمن اليوسفي وإدريس جطو وعباس الفاسي"، وتابع "رغم أدائنا الذي يتذكره المغاربة سجلنا إخفاقات وكانت عندنا نقائص على مستويات مختلفة، لكن الفرق الكبير هو أننا لم نسير حكومةً مثلكم ومثل حزبكم ولم تكن لدينا يوما هذه المسؤولية".

وأورد وزير الاتصال الأسبق "النبرة النقدية كانت عندنا مع جميع الحكومات، وفي الوقت نفسه كنا متضامنين ولم نَضرب يوما من الخلف ولم نطعن أبدا في حكومة كنا جزءا منها"، وأضاف "تطرقتم إلى مسألة إعفاء الوزيرين بشكل دنيء وغير مسؤول وغير مقبول، وأنت أكثر من غيرك تعرفُ الأسباب التي أدت إلى ذلك"، وتابع قائلا "ليست الحسيمة هي السبب، بل أدينا الثمن كحزب لتحالفنا مع حزب العدالة والتنمية في حكومة عبد الإله بن كيران وفي بداية حكومتكم".

وبدا بنعبد الله مصرا على أن مشكلته مع العثماني لا مع حزب العدالة والتنمية الذي "ستبقى تربطنا بها علاقة الود والتضامن"، على حد تعبيره، أضاف "غادرنا حكومتكم لأنها فاقدة للنفس الإصلاحي"، مبرزا أن حزبك كان "يحس بالدفء" في عهد حكومة ابن كيران عكس الحاصل الآن في عهدكم".

وذكَّر بنعبد الله العثماني بـأنه لم يساند الوزراء الذين تعرضوا للإعفاء، ورغم ذلك اختار حزبه "ابتلاع" الأمر، قبل أن يأتي خلاف الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال مع وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، عبد القادر عمارة الذي انتهى بإعفائها، محملا مسؤولية ذلك لرئيس الحكومة، حيث أورد "عقدنا اجتماعا في مكتبك واتفقنا على أشياء لم تلتزموا بها، بل غرقتم الوزيرة"، خالصا إلى أن العثماني "لم يحرك ساكنا في الإعفاء الأول أو الثاني".

ويطلق هذا الصدام، الذي يأتي على بعد أقل من شهرين من انتخابات 2021 التشريعية والجماعية والجهوية، رصاصة الرحمة على تحالف حزبي "المصباح" والكتاب" والذي بناه ابن كيران وبنعبد الله سنة 2011 بشكل فاجأ العديد من المتتبعين للشأن السياسي في المغرب، على اعتبار أنه كان تحالفا بين تيارين إيديولوجيين متناقضين، عكس التحالف مع حزب الاستقلال الذي يعد حزبا محافظا وحزب الحركة الشعبية الذي كان أحد مؤسسيه هو عبد الكريم الخطيب، أول أمين عام لـ"البيجيدي".

لكن المثير للانتباه أكثر كان هو الوفاء المتبادل بين الحزبين في تحالفهما ما بين 2011 و2016، والذي امتد إلى الانتخابات الجهوية في 2015 في وقت كان يواجه فيه حزب العدالة والتنمية مشكلة اختيار باقي مكونات التحالف الحكومي الاحياز إلى صف مرشحي حزب الأصالة والمعاصرة عند تشكيل مكاتب المجالس، كما ظل الـPPS داعما لابن كيران خلال الفترة التي عُرفت بـ"البلوكاج الحكومي"، والتي انتهت بإعفائه من طرف القصر.

ودخل حزب التقدم والاشتراكية في التحالف الجديد المكوِّن لحكومة سعد الدين العثماني الأولى ما بين 2016 و2019 مكتفيا بـ3 مناصب حكومية، وخلال هذه الفترة برزت المشاكل والخلافات التي تحدث عنها بنعبد الله، لكن التعديل الحكومي الذي أفرز حكومة العثماني الثانية فجر الأمور بين الطرفين بعد اقتراح حقيبة واحدة على حزب علي يعتة، ما دفعه لاختيار الانسحاب من الأغلبية والالتحاق بالمعارضة.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...