بنكيران "الغائب الحاضر".. اعتذاره عن لقاء الشبيبة أحرج الحزب وذكَّرَ بـ"صفعاته" للعثماني
ما زال عبد الإله بن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، يصنع الحدث في الأنشطة الحزبية لـ"البيجيدي" سواء حضر جسديا أو غاب، وهي العادة التي تأكدت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين حين اضطر الوزير محمد أمكراز، بصفته الكاتب الوطني لشبيبة الحزب إلى تفسير سبب غياب رئيس الحكومة خلال الفترة ما بين 2012 و2017 عن الملتقى الوطني الأخير.
ونفى أمكراز أن يكون الغياب بسبب عدم تلقي ابن كيران لدعوة من طرف المكتب الوطني للشبيبة، موردا، في نص التوضيح الذي توصلت "الصحيفة" بنسخة منه، أن الأمين العام السابق للحزب "تلقى الدعوة قصد الحضور بالملتقى والمساهمة في تأطير الشباب، لكنه اعتذر لأسباب يقدر وجاهتها في المرحلة الراهنة".
ورغم أن أمكرز الذي كان محسوبا على صف ابن كيران قبل أن يصبح مفاجأةَ التعديل الحكومي العام الماضي بتكليفه بحقيبة الشغل والإدماج المهني، فضل عدم ذكر أسباب غياب رئيس الحكومة السابق عن ملتقى الشبيبة، إلا أن هذا الأمر أعاد للأذهان حضوره العام الماضي الذي كانت له العديد من التبعات السياسية ووجه فيه رسائل قوية لخصومه وحتى لـ"إخوانه" في الحزب والحكومة.
ففي يوليوز من سنة 2019 حضر ابن كيران فعاليات الدورة السابقة من الملتقى ذاته الذي انعقدت بالقنيطرة تحت عاصفة من التصفيق من طرف شبيبة الحزب التي رفعت شعارات تطالبه بالعودة لقيادة "البيجيدي" الأمر الذي شكل إحراجا لخلفه سعد الدين العثماني وأعضاء الأمانة العامة، وبشكل مباشر لأمكراز الذي حاول إقناع الحاضرين بالتوقف عن ترديد هتافاتهم لكن دون جدوى.
وكان ابن كيران قد استغل حضوره في الملتقى لتوجيه رسائل قاسية إلى كل من سعد الدين العثماني رئيس الحكومة ومصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، في قضية القانون الإطار للتربية والتكوين، الذي عُرف حينها بقانون "فرنسة التعليم"، حيث قال إنهما "ارتكبا خطأ جسيما" وحملهما مسؤولية التسبب في "إهداء المواد العلمية للغة الاستعمار"، بل مضى أبعد من ذلك حين تحدى العثماني أن يحقق الانتصار في الانتخابات المقبلة.
لكن أعضاء حزبه لم يكونوا الوحيدين الذين نالتهم سهام ابن كيران حينها، بل أيضا خصومه وعلى رأسهم رشيد الطالبي العلمي الذي كان وزير للشباب والرياضة، حيث وصفه بـ"الحقير" بعد أن منع مخيما صيفيا لجمعية الرسالة للتربية والتخييم، المقربة من حركة التوحيد والإصلاح، بمنطقة واد لاو قرب تطوان، مبديا ندمi على دعم ترشيحه لترؤس مجلس النواب خلال فترة رئاسته للحكومة.