بوحوت: المغرب يجب أن يستفيد سياحيا من السوق الإسباني بالنظر إلى الفرص الهائلة التي يُوفرها
يسعى المغرب من خلال مشاركته في المعرض الدولي للسياحة "فيتور 2025"، بين 22 و 26 يناير الجاري، إبراز مؤهلاته السياحية أمام جمهور عريض من المهتمين، خاصة الإسبان الذين يُعدون من بين أهم السياح الأجانب الذين يتوافدون على المملكة المغربية سنويا، إذ فاق عددهم 3.5 مليون سائح في 2024
لكن بالرغم من نمو عدد السياح الإسبان الذين توافدوا على المغرب في 2024، بنسبة 16 بالمائة مقارنة بـ2023، وعامل القرب الجغرافي المساعد، إلا أنه حسب الخبير في المجال السياحي، الزوبير بوحوت، فإن السوق الإسباني يبقى بعيدh عن الاستغلال الأمثل لإمكاناته من طرف المملكة المغربية.
وأضاف بوحوت في حديث لـ"الصحيفة"، أن الأرقام بالرغم من إيجابيتها، إلا أن عند مقارنتها بمعطيات أخرى حول السوق الإسباني، فإنها تعكس أداء متواضعا، مشيرا إلى أن المغرب استقبل في 2023 أكثر من مليون و300 ألف سائح إسباني، أي ما يعادل 6,8 بالمائة فقط من إجمالي 19.2 مليون إسباني سافروا إلى الخارج.
وأضاف في هذا السياق، أنه على الرغم من أن المغرب يُعتبر الوجهة الأولى في إفريقيا والسادسة عالميا بالنسبة للسياح الإسبان، إلا أن الأرقام بشكل عام لاتزال بعيدة عن المطلوب، مشيرا إلى أن بالمعدل المتوسط لإقامة الإسبان (DMS) في المؤسسات الفندقية السياحية المصنفة (EHTC) لا يتجاوز 0.6 يوم مقارنة بـ7.9 أيام لرحلاتهم العامة.
واستعرض بوحوت بالأرقام، الفرص الكبيرة التي يُقدمها السوق الإسباني بالنسبة للمغرب، حيث "يبلغ عدد سكان إسبانيا حوالي 49 مليون نسمة في عام 2024، مع قوة عاملة تصل إلى 24.44 مليون شخص خلال الربع الثاني من العام، وناتج محلي إجمالي يقدر بـ1,498.3 مليار يورو في عام 2023، ما يعني نصيبا للفرد من الناتج يصل إلى 30,705 يورو".
وأضاف الخبير السياحي في هذا الإطار، أنه إلى جانب تلك المعطيات، فإن "معدلات التضخم المنخفضة (1,8 بالمائة في أكتوبر 2024) والنمو الاقتصادي المتوقع بنسبة زائد 2,4 بالمائة في عام 2025" كلها تشير إلى "ديناميكية إيجابية لهذا السوق".
وما يُبرز ضعف استغلال المغرب للسوق الإسباني سياحيا واقتصاديا، وفق بوحوت، هو أنه بالرغم من أن متوسط إنفاق السائح الإسباني يبلغ 988 يورو لكل رحلة، (حيث يعدّ السياح الإسبان شريحة استراتيجية ذات قوة شرائية كبيرة)، إلا أنه مع ذلك، فإن 900 ألف ليلة مبيت فقط، هي المتوقع تسجيلها في المغرب في عام 2024.
ولتغيير هذا الوضع، قال الخبير السياحي الزوبير بوحوت، إن المغرب يجب أن يعمل على "تكييف عرضه السياحي لتلبية التوقعات المحددة للسياح الإسبان الذين يفضلون التجارب الغامرة، والإقامات التي تركز على الرفاهية، والأنشطة المرتبطة بالطبيعة. يمكن لمدن مثل مراكش، الدار البيضاء، وأكادير، وهي وجهات محبوبة بالفعل، أن تحظى بمزيد من التركيز من خلال حملات مستهدفة ومنتجات سياحية متنوعة".
كما أنه من المحاورة الاستراتيجية الرئيسية في هذا الإطار، وفق بوحوت هي العمل على "زيادة متوسط مدة الإقامة (DMS)، عبر تقديم جولات متكاملة ومسارات جذابة. ومن خلال تشجيع السياح الإسبان على تمديد إقامتهم، يمكن للمغرب تعزيز قدراته التنافسية وزيادة العوائد الاقتصادية بشكل كبير من هذا السوق".
ويعتبر الخبير ذاته، أن هذه المهمة تُعتبر من التحديات التي تواجه "المدير الجديد للمكتب الوطني المغربي للسياحة"، مشيرا إلى أنها مهمة "معقدة" لكنها "مليئة بالوعود".