بوريطة: "70 في المائة من دول الاتحاد الإفريقي لا تعترف بـ "الجمهورية الوهمية".. هل أصبح طرد "البوليساريو" من المنظمة وشيكا؟
قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي يوم أمس الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن قرابة 70 في المائة من الدول الإفريقية لا تعترف بـ"الجمهورية الوهمية"، الأمر الذي يطرح إمكانية مرور المغرب للعمل على حشد الأصوات لإسقاط عضوية الجبهة "البوليساريو" الانفصالية التي لا زالت تشارك إلى الآن تحت يافطة ما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية".
وخلال حديثه لقناة "فرنسا 24" عن المكتسبات التي حققتها المملكة خلال السنوات الأخيرة في ملف الصحراء، وقف بوريطة عند النقاط التي جرى تسجيلها على المستوى القاري، إذ أورد أنه داخل الاتحاد الإفريقي هناك 19 دولة لديها قنصليات في الأقاليم الصحراوية، وتقريبا 70 في المائة لا تعترف بـ"الجمهورية الوهمية"، والجميع منخرط في إطار الحكم الذاتي.
وأضاف بوريطة، استنادا إلى ما جاء في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء في 6 نونبر الماضي، أن المغرب يعتبر أن المُسَلَّمَة الأولى في هذا الملف هي أن الصحراء مغربية، إلى جانب الانخراط في مسلسل أممي في إطار الحكم الذاتي حكل نهائي ثانيا، وثالثا العمل في الميدان لتحقيق التنمية في الأقاليم الجنوبية.
ومن بين 24 دولة تتوفر على تمثيليات دبلوماسية موزعة على مدينتي العيون والداخلة، توجد 19 قنصلية تابعة لدول من الاتحاد الإفريقي وهي السينغال والغابون والكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية وغينيا كوناكري وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو، بالإضافة إلى بوركينا فاسو وزامبيا وليبيريا وبوروندي وجزر القمر ودجيبوتي واسواتيني وإفريقيا الوسطى وساو تومي وبرينسيبي وغامبيا ومالاوي وسيراليون.
وتوجد دول أخرى تدعم مغربية الصحراء وسبق أن عبرت عن ذلك في عدة مناسبات، لكنها لا تملك قنصليات في الأقاليم الجنوبية، ولكي يتمكن المغرب من إسقاط العضوية عن جبهة "البوليساريو" فإنه يحتاج لتغيير ميثاق الاتحاد الإفريقي بتضمينه إمكانية طرد أحد الأعضاء، وهي العملية التي تحتاج لأصوات ثلثي الأعضاء أي 36 دولة في المجموع.
ووفق مضمون كلام بوريطة فإن عدد الدول التي لا تعترف بتمثيلية البوليساريو أكبر من العدد المطلوب، لكن المشكلة تكمن في أنها ليست جميعها تبدي الاستعداد للمشاركة في خطوة الطرد، حيث تختار "الحياد" حتى لا تدخل في صدام مع الجزائر، وهو الأمر الذي يتطلب نفسا دبلوماسيا أطول، علما أن بعض الدول أصبحت تجاهر بدعمها لفكرة إبعاد الجبهة عن المنظمة، على غرار ليبيريا التي صرح وزير خارجيتها بذلك شهر نونبر الماضي، لكون "الجمهورية" التي تتحدث باسمها "البوليساريو" لا وجود لها على أرض الواقع.