بوليف يتذكر "هموم طنجة" بعد اختفاء طويل.. هل بدأ تسخيناته الانتخابية ليصبح عمدة للمدينة؟
ذات مهرجان خطابي لحميد شباط في مدينة طنجة، وتحديدا في منتصف يونيو من سنة 2015، وجه الأمين العام السابق لحزب الاستقلال في غمرة صراعه مع حزب العدالة والتنمية، سهام نقد حادة لمحمد نجيب بوليف وكان من بين ما قاله إن اسمه يجب أن يوضع في برنامج "مختفون" في إشارة إلى غيابه التام عن هموم المدينة التي ينتمي إليها، وهو الأمر الذي كان يردده قبل خطاب شباط وبعده العديد من سكان مدينة البوغاز، الذين لم يتذكر الوزير السابق قضاياهم إلى غاية الأمس.
ففي واحدة من خرجاته المثيرة للجدل عبر حسابه في "الفيسبوك"، كتب بوليف "إخبار عاجل من البنك: أمانديس تتوقف عن أداء كلفة خدمة الأبناك لأداء الفواتير.. المواطن هو من سيتحمل ذلك ابتداء من الآن"، وكان البرلماني والوزير السابق يعني بذلك إشعارا توصل به مجموعة من الزبناء يخبرهم بأن أداء فواتير الماء والكهرباء عبر تطبيقات المؤسسات البنكية التي يفتحون بها حساباتهم سيكلفهم اقتطاعا قيمته 3 دراهم و60 سنتيما.
والغريب أن بوليف الذي كان المستهلكُ مسؤوليته المباشرة عندما كان وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون العامة والحكامة خلال الفترة ما بين يناير 2012 وأكتوبر 2013، لا يتذكر الطنجيون أنه التفت يوما لملف "أمانديس" المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء بمجموعة من مدن شمال المغرب، بل إنه غاب عن المشهد أيضا حتى عندما شهدت مدينته 5 أسابيع كاملة من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الفواتير الملتهبة للشركة في 2015.
لكن موضوع "أمانديس" ليس الوحيد الذي يعيب الكثيرون على بوليف عدم إيلائه أي أهمية تذكر عندما كان عضوا في الحكومة خلال الفترة ما بين 2012 و2019، فالأمر ينسحب على كل قضايا المدينة التي منحت أستاذ الاقتصاد مرارا مقعده البرلماني إلى جانب مقاعده في مؤسسات منتخبة أخرى، وهو الأمر الذي طفا على السطح بقوة سنة 2016 حين عاد الرجل لمخاطبة أهالي طنجة بصفته وكيلا للائحة الحزب في الانتخابات التشريعية، إذ قيل حينها إنه لا يتذكر مدينته إلا "من الانتخابات للانتخابات".
ولم يوضح بوليف سياق تدوينته المنتقدة لشركة دافع المجلس الجماعي لطنجة، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية بأغلبية مطلقة، عن استمرارها طيلة 5 سنوات من زمن تسييره للمدينة، غير أن مصادر سياسية سبق أن أسرت لـ"الصحيفة" بأن الرجل يرغب في العودة إلى الواجهة السياسية مرة أخرى من بوابة المدينة التي لا يزال محسوبا على الكتابة الإقليمية لحزبه فيها، بل أوردت أنه من أبرز المرشحين للمنافسة على منصب عمدة المدينة في استحقاقات 2021 الجماعية.
وكان بوليف قد قطع صلته رسميا بتدبير الشأن العام المحلي لمدينة البوغاز في يناير من سنة 2014 حين وافق الوالي السابق محمد اليعقوبي على الاستقالة التي قدمها من مهامه كمستشار في المجلس الجماعي وفي مجلس مقاطعة بني مكادة، لكنه كان قد توقف عمليا عن تأدية مهامه الانتدابية قبل ذلك بعامين كاملين مباشرة بعد أن عُين وزيرا في حكومة عبد الإله بن كيران، حيث لم يحضر منذ ذلك الوقت أي دورة من دورات المجلسين.