بين إسبانيا والمغرب.. 260 رحلة جوية أسبوعيا و60 اتصالًا بحريًا يوميًا، و3 ملايين سائح إسباني زار المغرب السنة الماضية

 بين إسبانيا والمغرب.. 260 رحلة جوية أسبوعيا و60 اتصالًا بحريًا يوميًا، و3 ملايين سائح إسباني زار المغرب السنة الماضية
الصحيفة من الرباط
الأثنين 20 يناير 2025 - 18:13

شهدت سنة 2024 تطورا مهما في العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا، تجسد في تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين وارتفاع ملحوظ في وتيرة التنقلات بينهما، إذ شهدت الروابط البحرية طفرة حقيقية، مع 60 اتصالًا يوميًا، بالإضافة إلى أكثر من 260 رحلة جوية أسبوعية، مما يضمن حركة مستمرة وسهلة بين المملكتين، يعكس بوضوح الديناميكية المتجددة والمتماسكة في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين منذ اعتراف مدريد بمغربية الصحراء.

وتعتبر العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا من أكثر الشراكات الاستراتيجية نجاحًا في المنطقة، ففي الوقت الذي يواصل فيه المغرب تعزيز مكانته كأبرز شركاء إسبانيا التجاريين، أظهرت أرقام رسمية كشفتها صحيفة "لانوفيل رتريبين"،  أن نحو 1000 شركة إسبانية تعمل داخل المملكة المغربية، مستثمرة حوالي 2 مليار أورو في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وهذا الاستثمار الضخم ليس مجرد تدفق رأسمالي، بل هو مصدر لفرص عمل متعددة، حيث توفر هذه الشركات نحو 20,000 وظيفة في قطاعات حيوية واستراتيجية كالصناعة، والطاقة، والاتصالات، والفلاحة.

وما يميز هذه العلاقة التجارية، وفق المصدر ذاته هو التكامل الذي يتجاوز المعاملات الاقتصادية البسيطة، حيث يعكس التعاون بين البلدين تبادلًا مستمرًا في المعرفة، والتكنولوجيا، والابتكار.

 من ناحية أخرى، تسهم الشركات المغربية في تعزيز هذا التعاون، وعلى رأسها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، التي تواصل توسيع وجودها في السوق الإسباني، مما يعكس التكامل الاقتصادي المتزايد بين البلدين ويعزز من مكانتهما في الأسواق العالمية.

وعلى الصعيد السياحي، تعتبر الأرقام المعلنة من قبل المؤسسات المختصة دليلاً قويًا على حيوية التبادلات بين البلدين، ففي عام 2024، استقبل المغرب نحو 3 ملايين زائر إسباني، مسجلًا زيادة بنسبة 16% مقارنة بالعام الذي قبله، وهو ما يضع إسبانيا في المرتبة الثانية كأكبر سوق مصدر للسياح نحو المملكة المغربية.

ويساهم هذا النمو الكبير في التدفقات السياحية في تعزيز الروابط الثقافية والإنسانية بين الشعبين، إذ يعكس الاهتمام المتزايد في التعرف على الثقافة المغربية العريقة وتجربة ما تقدمه من مواقع سياحية فريدة.

وتعزى هذه الزيادة في أعداد السياح بشكل كبير إلى تعزيز الروابط الجوية والبحرية بين البلدين، حيث تمتلك إسبانيا والمغرب شبكة من الرحلات الجوية والاتصالات البحرية التي تسهل التنقلات بين المملكتين، فيما ومع زيادة الرحلات الجوية، التي بلغت أكثر من 260 رحلة أسبوعية، والروابط البحرية اليومية التي تصل إلى 60 اتصالًا، أصبح التنقل بين البلدين أكثر سلاسة ومرونة.

وفي سياق تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الثقافية والعلمية، أظهرت الأرقام ذاتهاـ أن حوالي 12,000 طالب مغربي يواصلون دراستهم في إسبانيا، وهو ما يمثل نحو 10% من إجمالي عدد الطلاب الأجانب في إسبانيا.

وهذا التبادل الأكاديمي يعزز الروابط الثقافية بين البلدين ويسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين. كما أن وجود هذا العدد الكبير من الطلاب المغاربة في الجامعات الإسبانية يعكس الاهتمام الكبير بتعزيز التعليم العالي والتكوين المهني في كلا البلدين.

إضافة إلى ذلك، يتم تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية التي تتيح للمغاربة والإسبان التفاعل وتبادل المعرفة في مختلف المجالات الفنية والأدبية، مما يعزز من التكامل الثقافي بين المملكتين.

ولا تقتصر العلاقات بين المغرب وإسبانيا على المجالات التجارية والسياحية فحسب، بل تشمل أيضًا التعاون في المجال الرياضي، في ظل مشروع تنظيم كأس العالم 2030، الذي سيجمع المغرب وإسبانيا والبرتغال في تنظيم مشترك.

وهذا المشروع يعكس مستوى غير مسبوق من التعاون بين الدول الثلاث في مجالات مختلفة، ويعتبر خطوة كبيرة نحو تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، كما أن التعاون في مجال الرياضة يعكس الروابط العميقة التي تجمع بين البلدان الثلاثة، ويمنحهم فرصة لتعزيز مكانتهم على الساحة الدولية.

ويُؤكد قادة الدولتين، المغرب وإسبانيا، بشكل منتظم على أهمية الحفاظ على حوار دائم ومستمر بينهما، مع التأكيد على ضرورة أن يكون هذا الحوار محترمًا ومبنيًا على أسس من التفاهم المتبادل، حسب سفيرة المملكة المغربية في مدريد كريمية بنيعيش خلال مؤتمر حول موضوع: "علاقات المغرب-إسبانيا: المفاتيح التاريخية والتحديات الحالية"، الذي عُقد يوم الجمعة الماضي في مدريد، مشدّدة على أن هذا الحوار يتمحور حول خطة طموحة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، الثقافة، السياسة، والأمن.

وقد أعربت سفيرة المغرب في إسبانيا، وحسن العربي، الأكاديمي المغربي، ضمن المؤتمر ذاته، عن اتفاقهما التام على أن التكامل بين البلدين والاحترام المتبادل يشكلان الأساس المتين لهذه الشراكة الاستراتيجية، لافتين إلى أن هذه الشراكة لا تقتصر على التعاون التقليدي في مجالات محددة، بل تمتد لتشمل مجالات متنوعة، مما يجعلها نموذجًا للتعاون البناء الذي يعود بالنفع المشترك على الشعبين والبلدين معًا.

يالها من "معركة مصيرية" خاضتها الجزائر!

انتهت، السبت، "أم المعارك" بالنسبة للنظام الجزائري، بفوز سلمي مليكة حدادي بمنصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية، أمام المرشحة المغربية، لطيفة أخرباش، والمصرية حنان مرسي. نزلت الجزائر بكل ثقلها للفوز بهذا المنصب ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...