بين فلسفته الكروية وتدبير المجموعة.. هل يهدم غاريدو ما بناه الوداد لسنوات؟
لم تمض سوى بعض المباريات على رأس العارضة التقنية لفريق الوداد الرياضي، حتى بدأت الانتقادات تطال المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، الأخير الذي وقع في فبراير الماضي على عقد يمتد لموسم واحد، في ثاني تجاربه على مستوى البطولة الاحترافية المغربية، بعد أن سبق له الإشراف على "الغريم" الرجاء الرياضي والتتويج معه بلقبي كأس العرش والكونفدرالية الإفريقية.
فلسفة غاريدو.. هل تناسب الوداد؟
خوان كارلوس غاريدو، ابن المدرسة الإسبانية في مجال التدريب، له فلسلفته الخاصة في تدبير الفريق التي يشرف عليها، حيث يجد الأخير ضالته في تغيير المنظومة ككل وفرض انضباط تكتيكي خاص داخل المجموعة، دون إعارة الاهتمام إلى ميزاجية اللاعب المغربي وطبيعة الأجواء داخل مستودع الملابس.
رغم نجاحه رفقة الرجاء بالتتويج بلقبين، إلا أن غاريدو لم يترك انطباعا جيدا لدى أنصار الفريق "الأخضر"، حيث لم تظهر هوية الفريق كما سادت بعض الفوضى على المؤدى العام بسبب "الفلسفة الزائدة" للمدرب، مما ضيع على ممثل كرة القدم المغربية في المسابقة العربية للأندية، تتويجا كان في المتناول، عقب الإقصاء المفاجئ أمام النجم الرياضي الساحلي التونسي.
مع الوداد، ظهر جليا أن غاريدو له نظرته الخاصة للأمور، حيث لم يبرمج أي مباراة إعدادية خلال فترة التوقف الأخيرة، كما ارتأى تجريب بعض "الميكانيزمات" الدفاعية والهجومية، خلال المبارتين الرسميتين الأخيرتين، إذ أقدم على تغيير خط الدفاع بأكمله خلال مباراة مولودية وجدة كما استبعد بعض الركائز الأساسية عن مباراة نهضة بركان، مما تسبب لمتصدر البطولة الاحترافية في ضياع خمس نقاط مهمة في سباق التتويج باللقب.
هل كان غاريدو الخيار الأنسب للوداد؟
قد يبدو الأمر "مقامرة" من مسؤولي الوداد بتعيين المدرب الذي سبق له قيادة الرجاء إلى مجد قاري، لما تحمله من دلالات في "العداوة" التاريخية بين الناديين، في حال حقق الإطار الإسباني كا هو منتظرا منه داخل القلعة "الحمراء"، بيد أن الظرفية التي جاء فيها تدفع الجماهير "الودادية" للتساؤل حول مدى نجاعة الاختيار.
حلول المدرب الإسباني لتعويض خلفه الصربي زوران مانولوفيتش في دور ربع نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا، حيث كان غرريدو محظوظا بتجاوز فريقه السابق النجم الرياضي الساحلي التونسي وضمان مكان ضمن "المربع الذهبي"، رغم صعوبة المهمة إيابا في ملعب "رادس"، إذ وجد تحت تصرفه فريقا متكاملا ومخضرما على الساحة الإفريقية، كان يحتاج فقط إلى ربان يواكب مساره.
كاريزما المدرب وعقليته المتعصبة، بدأت تظهر تجلياتها بعد العودة من "الحجر الصحي" واستئناف النشاط الكروي، وذلك منذ المباراة الأولى التي خرج فيها الوداد متعادلا بشق الأنفس أمام ضيفه مولودية وجدة، حيث حمل غاريدو المسؤولية المباشرة لمدافعيه عبد اللطيف نوصير وبدر كادارين، الثنائي الأخير الذي لم يظهر في المباراك الموالية بسبب خيارات تقنية أو شخصية؟!..غاريدو وحده من يعلم
باستثناء الفترة الاستثنائية التي قضاها مع الرجاء والتي لم يحظى فيها بالمقابل باستحسان الأنصار، لم يترك غاريدو بصمات في تجاربه الأخيرة، سواء في تونس مع "ليطوال" حيث لعب 13 مباراة فقط أوقبلها مع العين الإماراتي، الذي انفصل عنه بعد 16 المباراة، دون أن ننسى مقامه رفقة الاتفاق السعودي الذي لم يتعدى الأشهر الثلاث.
هل غاريدو مسؤول عن تدبير الفريق؟
قد يكون من المجحف في حق المدرب خوان كارلوس غاريدو تحميله مسؤولية التركيبة البشرية الحالية، رغم أن الوداد يتوفر على أزيد من 30 لاعبا، بعد جلب 11 اسما خلال "الميركاتو" الشتوي، كلها لم يكن للإطار الإسباني دخل فيها، حيث وجد أمامه ترسانة من اللاعبين، كان ملزما عليه التعامل معهم، في ظرف وجيز.
وحتى إن كانت فترة التوقف بسبب جائحة "كورونا" قد أسدت خدمة كبيرة للإطار الإسباني من أجل إعداد فريق قوي والحفاظ على مكتسبات السنوات السابقة، في إطار الاستمرارية، إلا أن أنصار الوداد تفاجؤوا من واقع أرضية الميدان، حيث ظهر على أن الفريق يدق ناقوس الخطر، ليس فقط على مستوى البطولة المحلية وإنما حتى على صعيد المسابقة القارية، حيث يفصله أزيد من شهر على المواجهة المرتقبة أمام الأهلي المصري، لحساب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا.
من جملة 11 انتدابا ضمهم الفريق، لم يبرز ولو لاعب واحد قادر على ضمان الرسمية داخل تشكيلة الوداد، حتى أن البعض منهم لم يحظى بفرصة اللعب، كما هو حال الأوغندي جويل مادوندو، الإيفواري لوران غباغبي، متوسط الميدان سفيان كركاش، المدافعين يوسف شينا ومحمد رحيم واللائحة طويلة..هكذا يقول لسان حال المناصر "الودادي" وهو يتساءل عمن يتحمل مسؤولية ما يحدث داخل الفريق.