تأخر تعيين سفير أمريكي في المغرب بعد 100 يوم من تعيين بايدن.. هل يتكرر سيناريو ترامب؟
مرت 100 يوم الأولى من الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة جو بايدن، دون أي ملامح بشأن طبيعة العلاقات الثنائية التي ستجمع المغرب بالولايات المتحدة تحت حكم الديموقراطيين، ودون أي إشارة إلى اسم السفير المرتقب الذي سيتولى التمثيل الديبلوماسي لبلاد العام السام على أراضي المملكة المغربية، الحليف الأقدم للولايات المتحدة عبر التاريخ.
وبالرغم أن التأخر في تعيين سفير جديد لا يُعتبر "اشكالية" أو "سابقة استثنائية" في العلاقات الديبلوماسية بين الدول، وخاصة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حسب عدد من المراقبين، إلا أنه يتزامن مع فترة غموض في العلاقات بين البلدين مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب التأخير، خاصة أن الإدارة الجديدة قد أعلنت عن تعيين عدد من الأسماء كسفراء لها في بلدان عالمية مختلفة، ومن بينها الجارة الجزائر، التي تم تعيين إليزابيث مور أوبين كسفيرة أمريكية بها.
كما أن استمرار التأخير في تعيين سفير أمريكي جديد في المغرب، بعد رحيل دافييد فيشر أواخر العام الماضي، قد يُعيد إلى الأذهان، ما حدث في الفترة الرئاسية لدونالد ترامب، حيث ظل منصب السفير الأمريكي بالمغرب شاغرا لأكثر من سنتين، بعد انتهاء مهام دوايت بوش في سنة 2017. ولم يتم المصادقة على تعيين دافييد فيشر كسفير للولايات المتحدة الأمريكية بالرباط إلا في أواخر سنة 2019، وحل في بداية 2020 بشكل رسمي لتولي المنصب، فهل يتكرر هذا السيناريو مع الإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادة جو بايدن؟
ويرى مراقبون، أن تأخر تعيين السفير، يحمل تفسيرين متعارضين، أحدهما قد يشير إلى أن العلاقات بين البلدين ليست على ما يرام، وبالتالي إبقاء المنصب شاغرا إلى حين الوصول إلى اتفاقات أو توازنات بين الطرفين، فيما الثاني يشير إلى أن أهمية العلاقات البلدين تفرض اختيار الشخص المناسب لشغر هذا المنصب الحساس من أجل دعم العلاقات لتكون أكثر متانة.
وكان السفير الأمريكي السابق، دافييد فيشر، قد أشار إلى النقطة الأخيرة في خطابه الأخير بعد انتهاء مهامه بشكل رسمي على التراب المغربي، حيث قال بالحرف "أنا متأكد 100 في المائة، أكرر ذلك مرة ثانية، أنا متأكد 100 في المائة أن إدارة بايدن ستعمل على تعيين شخص عالي الكفاءة لتولي منصب السفير في المغرب، نظرا لأهمية السفارة الأمريكية في المملكة المغربية".
وتاريخيا، فإن دافييد فيشر لم يجانب الصواب، فالوجود الديبلوماسي الأمريكي في المغرب، يحظى بأهمية كبيرة للولايات المتحدة بالنظر إلى العلاقات القوية بين البلدين، فالمغرب كان البلد الأول الذي اعترف باستقلال أمريكا، وهو البلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط مع الولايات المتحدة باتفاقية التبادل التجاري الحر، وهو الحليف الاستراتيجي في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب منذ الحرب الباردة إلى اليوم.
كل هذه العوامل والمؤشرات، قد تصب إلى صالح أن التأخر في تعيين الرجل الدبلوماسي الأمريكي الأول في المغرب، يرجع إلى رغبة الإدارة الأمريكية الجديد في اختيار الشخص المناسب القادر على "إكمال الصرح الذي حرصنا على بنائه معا حتى يكون المغرب والولايات المتحدة الأمريكية على طريق النمو والازدهار معا"، وفق آخر كلام لدافييد فيشر وهو يغادر المغرب.