تأخر في التحيين أم غياب للمعطيات؟.. موقع لقاح كورونا الرسمي لا ينشر نتائج التجارب التي جرت بالمغرب

 تأخر في التحيين أم غياب للمعطيات؟.. موقع لقاح كورونا الرسمي لا ينشر نتائج التجارب التي جرت بالمغرب
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 25 يناير 2021 - 22:56

على الرغم من إعلان وزارة الصحة عن موقع liqahcorona.ma كبوابة رسمية للقاح المضاد لفيروس "كوفيد 19" الذي انطلقت حملته اليوم الاثنين، إلا أن ما رصدته "الصحيفة" هو خلوه من نتائج المرحلة الثالثة للتجارب، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتجارب السريرية التي شارك فيها 600 متطوع مغربي لصالح لقاح "سينوفارم" الصيني، الذي أكدت الوزارة الوصية حصوله على الترخيص الاستثنائي يوم الجمعة الماضي.

وتبدو المعطيات الواردة عبر البوابة قديمةً وتتوقف عند المرحلة الثانية من التجارب بخصوص لقاح "سينوفارم"، إذ تورد أنه في نهاية المرحلتين الأولى والثانية من التجارب "أظهر لقاح الفيروس المعطل المضاد لفيروس كورونا المستجد، نسبة ضعيفة من حيث الآثار الجانبية ومناعة جيدة"، وتضيف "سيتم استكمال تقييم الفعالية والسلامة على المدى الطويل بنتائج تجارب المرحلة الثالثة والتي هي قيد التنفيذ في العديد من البلدان بما فيها المغرب".

وتبدو هذه المعطيات متجاوزةً بحكم أن التجارب التي أجرتها "سينوفارم" بخصوص اللقاح المُطور مع جامعة ووهان الصينية قد انتهت بالفعل منذ مدة، وكان من المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائجها من طرف وزارة الصحة وأن تُسلم إلى اللجنة العلمية الوطنية المكلفة باللقاح، وقد أدى تأخر توصلها إلى عدم حصول هذا التطعيم على الترخيص الاستثنائي، وفق معطيات سبق لـ"الصحيفة" أن نشرتها والتي لم تتوصل بتوضيحات بخصوصها من طرف وزير الصحة خالد آيت الطالب رغم تكرار محاولات التواصل معه.

لكن الأمر لا يتوقف عند عدم نشر نتائج تجارب لقاح "سينوفارم"، فالأمر ينسحب أيضا على لقاح "أسترازينيكا" البريطاني الذي وصلت أول شحنة منه إلى المغرب يوم الجمعة الماضي، إذ تتحدث البوابة عن أن تجارب المرحلة الثالثة الخاصة به تجري في عدة بلدان منذ شهر غشت 2020، وتشمل 30000 شخص بالغ، وذلك رغم أن وزارة الصحة سلمته الترخيص الاستثنائي يوم 7 يناير 2021.

والأدهى من ذلك هو أن المعلومات التي تنشرها البوابة بخصوص اللقاح الذي جرى تصنيعه في الهند لا تدعو للاطمئنان، فهي تتحدث عن "إيقاف تجربة المرحلة الثالثة مؤقتا بعد أن ظهرت على أحد المتطوعين أعراض مطابقة لأعراض مرض التهاب النخاع الشوكي المستعرض"، مضيفة "هذا الأخير ليس له أي صلة باللقاح، وبالتالي تم استئناف التجارب في المملكة المتحدة في 5 أكتوبر 2020 وفي الولايات المتحدة الأمريكية في 23 أكتوبر 2020"، دون مزيد من التوضيحات.

ووفق ما أوضحته مصادر طبية لـ"الصحيفة" فإن الأمر قد يتعلق بعدم انتباه وزارة الصحة إلى ضرورة تحيين المعلومات الواردة في البوابة الخاصة باللقاح، على اعتبار أن الترخيص الاستثنائي، أو "الاستعجالي" وفق التسمية التي تقترحها تلك المصادر على اعتبار أنها الأقرب للصواب، لا يمكن أن يُسلم لأي شركة ما لم تكن قد استوفت المراحل الثلاث الأولى من بين 6 مراحل يمر منها أي لقاح، ما يستلزم "افتراض" توصل المغرب بتلك النتائج من المؤسستين الصينية والبريطانية.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...