تأكيدا على توجهها الجديد المنسجم مع موقفها الداعم لمغربية الصحراء.. مدريد ترفض الاستجابة لضغوطات منح اللجوء لموالين للبوليساريو

 تأكيدا على توجهها الجديد المنسجم مع موقفها الداعم لمغربية الصحراء.. مدريد ترفض الاستجابة لضغوطات منح اللجوء لموالين للبوليساريو
الصحيفة - محمد سعيد أرباط
الأثنين 30 شتنبر 2024 - 19:45

قالت الصحافة الإسبانية اليوم الاثنين، إن وزارة الداخلية التي يقودها فيرناندو مارلاسكا، رفضت الاستجابة إلى الضغوطات التي تمارسها بعض الأطراف السياسية، من أجل منح اللجوء لموالين لجبهة البوليساريو، يتواجدون حاليا في مطار "مدريد – براخاس"، حيث تستعد مدريد إلى ترحيلهم إلى المغرب، باعتبارهم يحملون جوازات سفر مغربية وقدموا من جنوب المملكة.

ووفق المصادر ذاتها، فإن السلطات الإسبانية، رفضت صباح اليوم السماح لنواب برلمانيين يمثلون بعض الأحزاب اليسارية، مثل حزب "سومر"، من لقاء الأشخاص المعتصمين في مطار مدريد باراخاس، في خطوة قالت الصحافة إن الهدف منها منع اعطاء القضية حجما سياسيا أكبر، ولاسيما أن السلطات الإسبانية ترغب في ترحيلهم إلى المغرب، لعدم وجود أي تهديد يتربص بهم من طرف السلطات المغربية.

وأشارت الصحافة الإسبانية، إلى أنه يتواجد حاليا في المطار الذكور، 35 شخصا قدموا من الأقاليم الجنوبية للمغرب، ويطالبون باللجوء في إسبانيا، بسبب مواقفهم الداعمة لجبهة البوليساريو، مضيفة أن 25 فردا منهم دخلوا في اضراب عن الطعام من أجل الضغط على مدريد، لكن دون جدوى إلى حدود اليوم.

وفي هذا السياق، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن رفض قبول طلبات اللجوء للأشخاص القادمين من الأقاليم الجنوبية، هو "توجه جديد للدولة الإسبانية، يُعبر عن  تغير في نمط تعاطي إسبانيا بمؤسساتها السيادية مع القضايا المتعلقة بالممكلة، وخاصة قضية الصحراء، وهذا التوجه ينسجم مع الموقف المتقدم لإسبانيا المؤيد للحكم الذاتي".

وأضاف عبد الفتاح في حديث لـ"الصحيفة"، أن هذا التوجه ينسجم أيضا  "مع العلاقاة الوطيدة التي تجمع المغرب وإسبانيا، والشراكات الاستراتيجية الكبرى بينهما، المتعلقة بمختلف الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والأمنية والعسكرية، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الهجرة والإرهاب وغيرها من القضايا الهامة".

وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا التوجه يُعبر أيضا عن "فهم عميق من طرف الإدارة الاسبانية للوضع في أقاليم الصحراء، حيث بدأت الدوائر الإسبانية تتحرر من الدعاية الانفصالية التي للطالما عكف عليها خصوم الوحدة الترابية، التي كانت سابقا تحاول اختراق القرار السيادي الإسباني، من خلال تقاطع أجنداتها مع أجندات مجموعات سياسية ضيقة، من قبيل اليسار الاسباني واليمين المتطرف".

واعتبر محمد سالم عبد الفتاح الخبير بقضايا وشؤون الصحراء المغربية، أن صانع القرار الإسباني اليوم "ينتهج مقاربة براغماتية محضة في العلاقة مع المغرب، وهي المقاربة التي تستدعي الاعتراف بالوضع القائم في الصحراء، والوقوف على حقيقة الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية والسياسية في  الأقاليم الجنوبية، التي تتسم بتحقيق منجز حقوقي وتنموي ملحوظ من خلال المشاريع الكبرى المدرجة في النموذح التنموي التي الذي دشنه عاهل البلاد".

كما أن المقاربة الإسبانية البراغماتية، وفق عبد الفتاح، تركز على الفرص الاستثمارية الواعدة في الأقاليم الجنوبية المغربية ضمن المبادرات التي يقودها عاهل البلاد، من قبيل المبادرة الاطلسية، ومشروع أنبوب الغاز مع نيجريا، الأمر الذي يكرس أهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا، وهو ما يفسر مواقفها الجديدة التي تتماشى مع المصلحة المشتركة، والمشاريع الثنائية الكبرى، مثل تنظيم مونديال 2030 ومشاريع أخرى.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...