تبون يضع قائمة من الاستثناءات على العفو الرئاسي بمناسبة ذكرى استقلال الجزائر للاستمرار في سجن صنصال وغليز وبلغيث
أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عفوا رئاسيا شمل الآلاف من نزلاء المؤسسات السجنية بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيدَي الاستقلال والشباب، وفق ما أعلنه بيان لرئاسة الجمهورية، والذي نص أيضا على جملة من الشروط تستثني، بشكل ضمني، الكاتب الجزائري – الفرنسي بوعلام صنصال، والصحفي الفرنسي كريستوف غليز، والمؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث.
وأورد البيان أنه بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال والشباب وقّع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بعد استشارة المجلس الأعلى للقضاء، مرسومين رئاسيين، يتعلق الأول بإجراءات عفو يشمل 6500 محبوس، والثاني لفائدة النزلاء المتحصلين على شهادات في التعليم أو التكوين للموسم 2024-2025، ويشمل 297 محبوسا ناجحا في شهادة التعليم المتوسط في إنتظار نتائج شهادة البكالوريا.
إلا أن البيان أورد أنه يستثنى من هذا العفو الرئاسي الأشخاص المحكوم عليهم نهائيا لارتكابهم جرائم الإرهاب والتقتيل والقتل والضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، والضرب والجرح العمدي المفضي إلى عاهة مستديمة، والاعتداء على الأصول أو القُصر والفعل المخل بالحياء والاغتصاب، والاختطاف والإتجار بالبشر أو بالأعضاء، ووضع النار عمدا في الأموال، والاعتداء على موظفي ومؤسسات الدولة وموظفي الصحة وجرائم التخريب أو الإتلاف العمدي لأملاك الدولة.
كما يستثني العفو الاعتداءات والمؤامرات ضد سلطة الدولة وسلامة ووحدة أرض الوطن والخيانة والتجسس وتزوير المحررات العمومية أو الرسمية، وانتحال الوظائف والألقاب أو الأسماء وإساءة استعمالها وجرائم المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات إذا كانت تستهدف الدفاع الوطني أو الهيئات أو المؤسسات الخاضعة للقانون العام، وجرائم نشر وترويج أخبار أو أنباء تمس بالنظام والأمن وجرائم التمييز وخطاب الكراهية.
ويشمل الاستثناء جرائم الفساد وتبييض الأموال والتهرب الضريبي وجرائم الصرف وحركة رؤوس الأموال وتزوير النقود، وجرائم التهريب والمضاربة غير المشروعة والغش في بيع السلع، وجنح وجنايات تكوين جمعية أشرار أو جماعة إجرامية منظمة والسرقات بالتعدي والعنف والسرقات الموصوفة وجرائم تهريب المهاجرين، وجرائم المخدرات وجرائم عصابات الأحياء والتجمهر والتحريض عليه وبعض الجرائم الخطيرة المنصوص عليها في قانون تنظيم السجون.
هذه القائمة الطويلة من الاستثناءات تعني ضمنيا أن الكاتب السبعيني بوعلام صنصال، المحكوم عليه ابتدائيا واستنافيا بالسجن 5 سنوات نافذة، سيكون محروم من العفو رغم وضعه الصحي نتيجة إصابته بالسرطان، وذلك لأنه توبع أساسا بسبب حديثه عن اقتطاع فرنسا أجزاء من الأراضي المغربية وضمها لمستعمراتها في الجزائر، ما يضعه في خانة "الاعتداءات والمؤامرات ضد سلطة الدولة وسلامة ووحدة أرض الوطن والخيانة".
الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، الذي حكم عليه القضاء الجزائري مؤخرا بـ7 سنوات نافذة، سيكون أيضا غير معني بالعفو، ما دامت التهم الموجهة له تتضمن "تمجيد الإرهاب"، حيث ربطته السلطات هناك بحركة تقرير مصير منطقة القبائل "الماك"، إذ نص بيان رئاسة الجمهورية بشكل صريح على استثناء المتابعين بتهم "الإرهاب".
ويشمل الاستثناء أيضا الأستاذ الجامعي والمؤرخ محمد الأمين بلغيث، الذي كان ظهوره في برنامج حواري عبر قناة "سكاي نيوز عربية" سببا في أزمة دبلوماسية بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة، بسبب ربطه بين الحركة الأمازيغية والاستعمار الفرنسي، إذ حكم عليه القضاء الجزائري يوم الأربعاء الماضي بالسجن 5 سنوات بسبب تهم تتصل بخطاب الكراهية والتحريض ونشر معلومات من شأنها المساس بالنظام العام ووحدة الوطن، وكلها تندرج ضمن استثناءات العفو الرئاسي.