تخوف إسرائيل من تسرب تكنولوجيا نظام صاروخ كروز لدولة أخرى يُصعّب مفاوضات حصول المغرب على الصواريخ الأكثر تطورا

يبدو أن شهية المغرب لأنظمة الأسلحة الإسرائيلية الصنع، في تصاعد مستمر منذ إبرام اتفاق التعاون العسكري المشترك بين الرباط وتل أبيب، بحيث تجري المملكة حاليًا محادثات لشراء صاروخ كروز قصير المدى من طراز Delilah، الذي سيعزز ترسانة القوات المسلحة المغربية في حال الظفر بالصفقة في القادم من الأسابيع.

وكشفت مصادر عبرية، أن المغرب دخل مفاوضات جدية منذ منذ شهر ماي 2022، للظفر بصفقة اقتناء صاروخ كروز قصير المدى Delilah لطائراته المقاتلة، والذي تم تطوير نظامه من قبل شركة Elbit Systems الإسرائيلية ومن المرتقب أن يكون الأول من نوعه في ترسانة الجيش المغربي.

الصفقة المقترحة التي لم يتم التوقيع عليها بعد، وعلى الرغم من تقدم المفاوضات بشأنها، لم ترسو بعد على بر الاتفاق النهائي، إذ تريد إسرائيل التأكد من أن تكنولوجيا أنظمة الأسلحة هذه لن يتم تسريبها بأي شكل من الأشكال إلى دولة ثالثة ما يعرقل الامضاء الرسمي على صفقة الحصول على أحد أنظمة الأسلحة الجوية الإسرائيلية الأكثر تقدمًا.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد تم استخدام نظام الأسلحة المذكور والذي يسعى المغرب الحصول عليه في العديد من الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف محددة على غرار لبنان وسوريا.

وبحسب ما أوردته الشركة المطورة، فإن هذا الصاروخ يوصف أيضًا بأنه ذو نظام سلاح متسكع، إذ يمكن إطلاقه من الطائرات المقاتلة والمروحيات والسفن وأيضًا من الأرض، ويبلغ مدى النظام 250 كم ويحمل رأسًا حربيًا يبلغ وزنه 30 كغم.

وسيكون هذا الصاروخ أول صاروخ من نوعه يتم دمجه في ترسانة سلاح الجو المغربي، قادرًا على إصابة أهداف برية وبحرية في دائرة نصف قطرها 250 كيلومترًا، وهذا النطاق مثالي لشن هجمات عسكرية على أهداف بعيدة وحساسة دون الحاجة إلى اختراق المجال الجوي للعدو، كما يمكنه أن يحلق على ارتفاع منخفض ويقترب من الهدف بدقة قبل أن يضرب ويصيبه بدقة كبيرة جدا.

وفي وقت سابق من هذا العام، اختار المغرب نظام الدفاع الجوي رافائيل سبايدر لاحتياجاته من الدفاع الجوي قصير المدى، والذي يتم تشغيل نظامه من قبل 8 دول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، التي كانت أول دولة عربية تعتمده، وثم جمهورية التشيك، أول عضو في الناتو يثق في هذا النظام، الذي تملكه أيضا القوات المسلحة لجورجيا وفيتنام وسنغافورة والفلبين.

و"سبايدر" من صنع Rafael، وهو نظام صواريخ أرض-جو منخفض المستوى وسريع التفاعل قادر على الاشتباك مع الطائرات والمروحيات والمركبات الجوية بدون طيار والذخائر الموجهة بدقة، كما يوفر دفاعًا جويًا للأصول الثابتة وللدفاع عن مساحة القوات المتحركة في مناطق القتال، كما يوفر Spyder-MR و Spyder-LR اعتراضًا متوسطًا وبعيد المدى للهدف من خلال الإطلاق العمودي مع دفع الغلاف الدفاعي إلى نصف قطر يبلغ 80 كم.

وكان المغرب وإسرائيل، قد اتفقا يناير الماضي على توسيع التعاون العسكري أكثر، ليشمل الاستعلام والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، اثر اجتماع لجنة مشتركة في الرباط ترأسها المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، السابق، الفاروق بلخير، ومدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الدفاع الإسرائيلية درور شالوم، واتفقا فيها على "تعزيز هذا التعاون أكثر وتوسيعه".

وبحث الاجتماع الأول للجنة تتبع التعاون المغربي الإسرائيلي في مجال الدفاع، "مختلف مجالات التعاون العسكري الثنائي، لاسيما اللوجستية والتدريب، واقتناء وتحديث التجهيزات".

وكان البلدان أبرما اتفاق تعاون أمني في نونبر 2021، أثار حفيظة الجارة الشرقية الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بصفة أحادية صيف نفس العام، في سياق توتر حاد بينهما بسبب النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وتضمن الاتفاق الأمني بين المغرب وإسرائيل أيضا "التعاون في مجال الصناعة الدفاعية ونقل التكنولوحيا" بينما أشارت مصادر إعلامية متفرقة منذ عامين إلى اقتناء المغرب أسلحة إسرائيلة متطورة بينها مسيرات حربية، من دون أن تخرج الرباط، بأي تأكيد رسمي.