تراجع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى إسبانيا بأكثر من النصف بعد عام من إعلان حكومة سانشيز دعم مغربية الصحراء
كشفت وزارة الداخلية الإسبانية، اليوم الاثنين، أن موجات الهجرة غير النظامية التي تصل إلى إسبانيا، تراجعت بأكثر من النصف بعد مرور عام على إعلان حكومة بيدرو سانشيز مقترح دعم الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، والذي عبرت عنه رسالة من رئيس الوزراء الإسباني إلى الملك محمد السادس في مارس من سنة 2022.
وقالت معطيات وزارة الداخلية الإسبانية إنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2023 وصل 4287 مهاجرا غير نظامي إلى الأراضي الإسبانية أو إلى سبتة ومليلية التي يعتبرهما المغرب مدينتين محتلتين، في حين كان قد وصل 8727 مهاجرا غير نظامي خلال الفترة نفسها من سنة 2022، وهي الشهور الثلاثة الأخيرة التي سبقت المُصالحة بين الرباط ومدريد.
وفي الطريق البحري الرابط بين الأقاليم الجنوبية للمغرب وإقليم الكناري الإسباني، وصل 53 زورقا خلال الربع الأول من السنة الجارية، في حين وصل العام الماضي خلال الفترة نفسها 123 زورقا، علما أنه كان أكثر طرق الهجرة غير النظامية فتكا خلال الأزمة التي تلت وصول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا بشكل سري وبواسطة وثائق هوية جزائرية تحمل اسما مزيفا.
وقالت الداخلية الإسبانية إن جميع طرق الهجرة غير النظامية شهدت انخفاضا، باستثناء طريق واحد هو الذي يربط شمال إفريقيا بجزر البليار، حيث وصل عبر 1841 شخصا على متن 176 قاربا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية، في حين كان قد وصل إليه 1591 شخصا عبر 155 قاربا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وهذا الطريق لا يستعمل عادة من طرف المهاجرين غير النظاميين الذين يتسللون عبر الأراضي المغربية، وإنما من الذين يخرجون عبر الحدود الجزائرية، وهو الأمر الذي يجد تفسيره في العلاقات السياسية المتأزمة بين الجزائر ومدريد منذ إعلان هذه الأخيرة أنها تعتبر الحكم الذاتي المغربي في الصحراء المقترح "الأكثر جدية وواقعية ومصداقية".
وإجمالا، وصلت نسبة تراجع نشاط الهجرة غير النظامية التي تستهدف الوصول إلى إسبانيا بنسبة 51 في المائة خلال الربع الأول من العام، كما شمل التراجع محاولات الوصول برا إلى مدينتي سبتة ومليلية بطريقة غير نظامية، حيث وصل إلى سبتة 199 شخصا بتراجع نسبته 3,9 في المائة مقارنة بالعام الماضي، في حين وصل 21 شخصا إلى مليلية بتراجع نسبته 97,7 في المائة.
