تسونامي، الإرهاب، والفيضان.. ظواهر اقترنت مع "ديربي" البيضاء قبل عصر "كورونا"
على مر تاريخ مباراة "الديربي" الذي يجمع الغريمين الرجاء والوداد الرياضيين، اقترن أحد أبرز الأحداث الرياضية بمدينة الدار البيضاء، وعلى المستوى الوطني بصفة عامة، بظواهر رافقت الإطار الرياضي المحض لمباراة كرة القدم لتترك بصمة في سجلات الأرشيف.
شاءت الأقدار أن يتصادف الموعد مجددا مع حدث استثنائي مرتبط بجائحة "كورونا"، التي حكمت على الموعد الكروي بأن يجرى استثناءا في شهر شتنبر، خلف الأبواب المغلقة للمركب الرياضي محمد الخامس، بعد أن ارتبط "الديربي" في وقت سابق بظواهر عدة؛ الويكلو، الدواعي الأمنية، تسونامي، الارهاب ،الفيضان..إلخ
ديربي تسونامي.. هدف اللويسي بحجم اللقب
تاريخ 24 ماي 2006، سيظل راسخا في أذهان أنصار فريق الوداد الرياضي، حين حسم الأخير لقب البطولة الوطنية المحلية، الذي غاب عن خزانته منذ سنة 1993، وذلك أمام الغريم الرجاء الرياضي، بعد هدف تاريخي للمدافع هشام اللويسي في مرمى الحارس إسماعيل كوحا.
لقب ذلك الهدف بـ "تسونامي"، ليس فقط للطريقة التي سجل بها والسيناريو الذي ترتب عنه، لكنه أيضا بسبب الإشاعة التي ترددت صبيحة يوم المباراة حول احتمال أن تضرب موجة "تسونامي" السواحل المغربية، خاصة في عرض محيط مدينة الدار البيضاء..
ديربي 2003.. احتفالية "ما تقيش بلادي"
من بين أكبر الحصص التي سجلت في تاريخ "الديربي"، انتصار الرجاء بثلاثية نظيفة خلال مباراة إياب موسم 2002/2003، الأخير الذي شهد تتويج فريق حسنية أكادير باللقب الثاني على التوالي، متقدما في سبورة الترتيب على قطبي العاصمة الاقتصادية.
أيام قليلة قبل المباراة السالفة الذكر، شهدت مدينة الدار البيضاء أحداثا إرهابية مؤلمة، اشتهرت بـ"أحداث 16 ماي"، والتي راح ضحيتها العشرات ووحدت شرائح المجتمع المغربي للتنديد بها، كما هو حال لاعبي الرجاء، الذين عبروا عن ذلك من خلال حمل قميص بعبارة "ما تقيش بلادي"، احتفالا بالثلاثية في مرمى الوداد.
الفيضان يؤجل الديربي 109
أحدثت الفيضانات التي شهدتها شوارع مدينة الدار البيضاء، في دجنبر من سنة 2010، وعلى مدار يومين، اضطرابا كبيرا في الحركية بالعاصمة الاقتصادية، مما انعكس سلبا على تنظيم مباراة "الديربي 109" المرتقبة بين الرجاء الوداد الرياضيين، حيث لم تجر الأخيرة في موعدها المحدد سلفا، إذ تم تأجيلها بسبب الظروف المناخية.
ورغم الظروف القاسية، إلا أن الفصائل المساندة للفريقين، أبت إلا أن تحضر للاحتفالية، من خلال تحضير لوحات "التيفو"، ليكتمل المشهد بعد ذلك، حين تمكن الوداد من انتزاع فوز "دراماتيكي" بنتيجتين هدفين مقابل هدف واحد، عن طريق رأسية للمهاجم محسن ياجور في حدود الدقيقة الثالثة والتسعين، وهو الهدف الذي ساهم في قيادة الفريق "الأحمر" نحو تحقيق اللقب.
الدواعي الأمنية.. شبح طارد الديربي!
وإن كان من الطبيعي أن تجرى مباراة "الديربي" على أرضية ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء بحضور جماهيري غفير، فإن الاستثناءات ظلت عديدة، خلال العقد الأخير، حيث تم ترحيل المباراة في أكثر من مرة خارج قواعدها، بحجة "الدواعي الأمنية"، حيث انتقلت من مدن الرباط، طنجة وأكادير ومراكش، مما أفقد الموعد بصمته المميزة.
وإن حكمت جائحة "كورونا" على المباراة أن تجرى ب"الويكلو"، نظرا للإجراءات الوقائية المتبعة، فإن المشهد ظا مألوفا من خلال بعض "الديربيات" التي جرت في السالف، بدون حضور جماهيري، لسبب من الأسباب، جلها للدواعي الأمنية، حسب المسؤولين عن التنظيم.