تشارك فيه 11 كلية.. طلبة الطب يعبؤون لأكبر إنزال احتجاجي أمام مقر وزارة الصحة ويعلنون أن نسبة مقاطعة الامتحانات وصلت إلى 100%
أكد أعضاء في اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة لـ"الصحيفة"، أن هذه الأخيرة تعبئ لأضخم إنزال وطني للطلبة في العاصمة الرباط، أمام مقر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وذلك يوم الجمعة المقبل، بسبب عدم تفاعل الوزير المكلف، خالد آيت الطالب، وكذا وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، مع الاحتجاجات السابقة.
وأورد طلبة تحدثوا لـ"الصحيفة"، أن "الأسباب الموجبة لاستمرار المسلسل النضالي ما تزال مستمرة"، في إشارة إلى عدم وجود أي تقدم على مستوى الاستجابة لمطالب المحتجين، وخصوصا التراجع عن تقليص مدة التكوين من 7 إلى 6 سنوات، وذلك على الرغم من مقاطعة الامتحانات والإضراب عن التدريب داخل المؤسسات الاستشفائية الجامعية في مجموع التراب الوطني.
وكانت اللجنة قد أصدرت بلاغا يوم السبت الماضي، قالت فيه إنه بعد شهر من دخول طلبة الطب والصيدلة بالكلية العمومية بالمغرب في إضراب مفتوح، شمل الدروس النظرية والتداريب الاستشفائية، وبعد تسطير عدة "خطوات نضالية" من وقفات احتجاجية محلية ووطنية، قامت الوزارتان الوصيتان بطرح مقترح محضر اتفاق مبني أساسا على وعود تم تقديمها في اجتماعات سابقة دون العمل على تنزيلها بشكل فعلي، و تجديد إعطاء أسقف زمنية لا تخرج للأسف من إطار مقاربة التأجيل الممنهجة منذ سنتين.
وأوردت اللجنة أنه على الرغم من ذلك، وفي إطار "جدية الحوار" الذي تنهجه، فقد تم طرح الأمر للمناقشة "بطريقة حيادية ومسؤولة" في الجموع العامة الطلابية، حيث عبر الطلبة عن رفضه بالإجماع المطلق، لتلحقه مقاطعة ناجحة لامتحانات الأسدس الأول بنسبة مائة في المائة بكافة كليات الطب والصيدلة العمومية الـ11، والتي تعتبر سابقة في تاريخ الجامعات المغربية من حيث عدد الكليات المنخرطة ونسبة النجاح.
ونظمت اللجنة الوطنية جموعا عامة وطنية بمختلف كليات الطب والصيدلة العمومية لمناقشة "الخطوات النضالية التصعيدية"، مبرزة أن لك يأتي في ظل "التجاهل التام للنقاط الأساسية بالملف المطلبي، وعلى رأسها القرار الوزاري القاضي بتقليص سنوات التكوين الطبي من 7 إلى 6 سنوات، والرفع المستمر من عدد الوافدين الجدد وما يتم طرحه من إشكال خطير حول جودة التكوين، إضافة إلى انعدام معطيات قطعية ورسمية بخصوص السلك الثالث، وأي التزامات مباشرة ومحددة بخصوص الوضعية الاجتماعية والمادية للطلبة".
ودعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار إلى "الإستجابة الكاملة" للملف المطلبي الذي قدمته وتقديم "حلول ملموسة وواقعية قصد الخروج من هاته الأزمة التي يعيشها الطلبة وأهاليهم في حالة من الاحتقان والسخط المنقطعين النظير"، معلنة تنظيم "مسيرة وطنية بيضاء" يوم الجمعة 19 يناير 2024 ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، انطلاقا من أمام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ستتجه إلى ساحة البرلمان رفضا "للوضعية الكارثية التي يعيشها الطلبة داخل منظومة التكوين الطبي والصيدلي بالكليات العمومية بالمغرب".
وفي أواخر دجنبر الماضي، شرع الطلبة في وقفات شلت كليات الطب والصيدلة، بعد مسلسل طويل من الاحتجاجات التي تطورت إلى إضراب عن الدراسة منذ 16 دجنبر 2023، إلى جانب وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالرباط، وذلك بعدما لم تسفر جلسات الحوار بين بين ممثلي اللجنة الوطنية، وممثلي وزارتي الصحة والتعليم العالي، المستمرة منذ أكتوبر الماضي، إلى أي نتيجة.
وتحدث بيان سابق صادر عن اللجنة التي تمثل الطلبة عن خوض "مسلسل نضالي" دفاعا عن "جودة التكوين مع استمرار مسلسلي الضبابية والاكتظاظ"، معبرا عن رفض قاطع "لكل تراجع عن المطالب المشروعة في ظل التخطيط غير الممنهج"، داعيا إلى "إصلاح شمولي للتكوين بكل مسؤولية ورقي"، كما تحدث عن "استنزاف كل سبل الحوار والنقاش"، في ظل "تعنت وتماطل المسؤولين في اجتماعات طويلة ومتواصلة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها فارغة المضمون".