تصريحات بوريطة حول الهجرة تثير ردود أفعال متباينة في إسبانيا وسانشيز ينتقد الأحزاب المعارضة للمهاجرين
خلفت التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء، بخصوص قضية الهجرة، ردود أفعال متباينة في إسبانيا، حيث رحبت بعض الأطراف السياسية الحاكمة، خاصة في جزر الكناري، بما أدلى به المسؤول المغربي، في حين انتقدت بعض الأحزاب المعارضة، ولا سيما حزب "فوكس"، تلك التصريحات واعتبرت أن المغرب ليس جادا في التعاون في هذا المجال.
ووفق ما أوردته التقارير الإعلامية الإسبانية، فإن حزب "فوكس" اليميني المتطرف، المعروف بعدائه للمهاجرين، كان من أوائل الأحزاب السياسية التي تفاعلت مع تصريح وزير الخارجية المغربي، حيث خرج زعيم الحزب في سبتة المحتلة، خوان سيرجيو ريدونود، بتصريح شكك فيه بتعاون المغرب في استقبال قاصريه، إضافة إلى أنه انتقد الحكومة الإسبانية بأنها أيضا غير مهتمة بترحيل القاصرين المغاربة.
وجاء رد ريدوندو على ما قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة عقب المباحثات التي أجراها مع رئيس إقليم جزر الكناري، فيرناندو كلافيخيو حول الهجرة، أمس الثلاثاء ، حيث أكد على استعداد المغرب لإرجاع أي مهاجر غير شرعي سواء بالغ أو قاصر شريطة أن يكون مغربيا وانطلق من التراب المغربي، متسائلا حول ما إذا كان الطرف الآخر قادرا على أن يقوم بالمثل.
وأكد بوريطة أيضا على أن سياسة الهجرة كما حدد معالمها ذ الملك محمد السادس، تقوم على المسؤولية المشتركة، ومحاربة الأحكام الجاهزة والتعبئة ضد شبكات الاتجار في البشر، مؤكدا أن المملكة المغربية ليست في حاجة إلى دروس لتتلقاها، وتتحمل مسؤوليتها كاملة في مجال محاربة الهجرة غير النظامية.
وشكلت قضية الهجرة أحد المواضيع البارزة في البرلمان الإسباني صباح اليوم الأربعاء، بحضور رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الذي دافع عن سياسة الهجرة في بلده، في الوقت الذي وجهت أحزاب المعارضة، وعلى رأسها "فوكس" والحزب الشعبي، انتقادات لحكومة سانشيز بدعوى أنها لا تمتلك سياسة قادرة للتعامل مع التحديات التي تفرضها الهجرة، مشيرة إلى تزايد ضغط هذه الظاهرة.
ووجه سانشيز في معرض رده كلامه لأحزاب المعارضة، وبالخصوص حزب "فوكس"، حيث اتهمه بكره المهاجرين بدون أسباب واضحة، ودافع في السياق نفسه، على خطته في مجال الهجرة، وأشار إلى أن هناك خطة قادمة في غضون شهر تدهم اندماج المهاجرين في المجتمع الإسباني.
هذا وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أكد أمس الثلاثاء، على أن أن المغرب يتصدى بقوة لظاهرة الهجرة، مسجلا أن ذلك يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد تشمل مجموع العناصر المشجعة على انتشار هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن قضية الهجرة هي “مسؤولية مشتركة بين دول المصدر والعبور ودول الإقامة”.
ومن جهته، أعرب رئيس حكومة جزر الكناري، فيرناندو كلافيخو عن شكره وامتنانه للمملكة المغربية لجهودها المتواصلة من أجل محاربة الهجرة غير النظامية، وقال “نحن واعون تماما بالضغط والمحيط الجيو-سياسي في منطقة الساحل. المغرب يساهم في الاستقرار والسلام ومحاربة جميع شبكات الاتجار بالبشر”.
وأبرز، في هذا الصدد، أن حكومة إقليم جزر الكناري عازمة على تعزيز روابط التعاون الثنائي، موضحا أن الوضوح والجدية والوفاء تشكل أسس علاقات التعاون بين جزر الكناري والمغرب.