تعزيز التعاون العسكري والأمني بين المغرب وموريتانيا يشدد الخناق على أنشطة البوليساريو في الحدود المشتركة

 تعزيز التعاون العسكري والأمني بين المغرب وموريتانيا يشدد الخناق على أنشطة البوليساريو في الحدود المشتركة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 15 نونبر 2024 - 9:00

شهد التعاون العسكري والأمني بين المغرب وموريتانيا تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، إذ يأتي في سياق رغبة البلدين في التصدي للتحديات الأمنية المشتركة على مستوى المنطقة، وهو ما تم تسليط الضوء عليه خلال الاجتماع الخامس للجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية الذي انعقد في الرباط، برئاسة الفريق أول محمد بريظ والفريق المختار بلة شعبان، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية.

الاجتماع، حسب بلاغ للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية، هدف إلى تقييم حصيلة التعاون بين البلدين لعام 2024 ومناقشة الأنشطة المدرجة في برنامج التعاون لعام 2025، وقد أشاد الجانبان بالنتائج الإيجابية للتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والدفاع وتبادل الخبرات.

ووفق المصدر نفسه، فإن التعاون بين المغرب وموريتانيا يتضمن تعزيز أمن الحدود ومكافحة الهجرة غير النظامية والأنشطة غير المشروعة العابرة للحدود، وهو ما يساهم في تعزيز استقرار المنطقة. وقد أعرب البلدان عن طموحهما لتعميق هذا التعاون في المستقبل، خصوصاً في ظل التهديدات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل والصحراء.

وفي تصريح لـ"الصحيفة"، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي محمد الطيار أن التعاون العسكري والأمني بين المغرب وموريتانيا يشهد تطورا متواصلا، لا سيما في تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، موضحا أن هذا التعاون يستهدف وضع حد لاستباحة مليشيات البوليساريو للأراضي الموريتانية، والتصدي لأنشطة الجريمة المنظمة والمجموعات الإرهابية.

وأشار الطيار إلى أن مليشيات البوليساريو استغلت طيلة العقود الماضية الأراضي الموريتانية كنقطة انطلاق لاستهداف الصحراء المغربية وللتزود بالمواد الغذائية والمياه وقطع الغيار، بحكم تمركزها في مواقع إما داخل الأراضي الموريتانية أو في المنطقة العازلة بعيدا عن مخيمات تندوف.

وأضاف الخبير الأمني والاستراتيجي أن الأراضي الموريتانية كانت تُعتبر مجالا مفتوحا أمام الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، بما في ذلك تهريب الكوكايين والأسلحة الصغيرة والهجرة غير النظامية، وهي أنشطة تدر أرباحا طائلة على جنرالات النظام العسكري الجزائري وقادة البوليساريو.

وأوضح الطيار أن هذه التحديات دفعت موريتانيا إلى تعزيز علاقاتها العسكرية والأمنية مع المغرب، بهدف مواجهة المخاطر المشتركة، لا سيما ما يتعلق بنشاط مليشيات البوليساريو شمال موريتانيا والهجرة غير النظامية.

وبيّن الخبير نفسه أن موريتانيا أدركت أن تطوير علاقاتها مع المغرب يفتح أمامها آفاقا تنموية وفرصا اقتصادية متنوعة، ما يعزز مناعتها ضد التهديدات التي كانت تواجهها من النظام العسكري الجزائري طيلة العقود الماضية، عبر دعم البوليساريو أو العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم مختار بلمختار الجزائري المحسوب على تنظيم القاعدة.

وأشار الطيار إلى أن موريتانيا انخرطت بقوة في المشاريع الإقليمية التي يقودها المغرب، بما في ذلك المشاريع المتعلقة بدول الساحل وخط أنابيب الغاز الأطلسي، متبعةً نهجا مستقلا بعيدا عن الجزائر التي تعاني من عزلة دولية متزايدة وتخبط سياسي واسع، مضيفا أن هذا التعاون المغربي الموريتاني يعكس رؤية مشتركة نحو تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي مواجهة التحديات المشتركة، وسعيًا لترسيخ علاقات نموذجية تحقق التنمية والازدهار لكلا البلدين.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...