تقرير: الخسائر المادية الطفيفة لإسبانيا أحد أسباب رفضها الاستجابة لضغوطات الجزائر في قضية الصحراء المغربية

 تقرير: الخسائر المادية الطفيفة لإسبانيا أحد أسباب رفضها الاستجابة لضغوطات الجزائر في قضية الصحراء المغربية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 24 يناير 2024 - 20:01

قررت الجزائر استئناف علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسبانيا، بعدما فشلت في الضغط على مدريد لدفعها للتراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، حيث لم تستجب إسبانيا لتلك الضغوطات الجزائرية مما دفع بأصحاب القرار في قصر المرادية إلى تغيير سياستهم، خاصة أن الضغوطات "الاقتصادية" لم تكن فعّالة، وفق ما أبرزه تقرير نشرته صحيفة "أوكدياريو" الإسبانية.

وحسب الصحيفة الإسبانية المذكورة، فإن مقارنة التبادل التجاري لإسبانيا مع المغرب والجزائر، يظهر أن هناك تأثير كبير ووزن ثقيل لصالح المغرب مقارنة بالجزائر، حيث تشير الأرقام أن تأثير القطيعة الاقتصادية للجزائر ضد إسبانيا لا يتجاوز حتى مليار أورو، في حين أن العلاقات التجارية مع المغرب تتجاوز 10 ملايير أورو في السنة.

وأوضحت "أوكيدياريو"، أن أرقام سنة 2023، وخاصة من فاتح يناير إلى غاية نونبر، أي 11 شهرا، تشير إلى أن صادرات إسبانيا نحو الجزائر لم تسجل سوى 277 مليون أورو، مسجلة تراجعا قيمته 733 مليون أورو، بعدما كان في السابق حجم التبادل التجاري يتراوح ما بين مليار و2 مليار أورو في السنة.

لكن مقارنة هذه الأرقام بحجم التبادل التجاري بين إسبانيا والمغرب، فإن تراجع الصادرات الإسبانية نحو الجزائر، أو خسائرها المادية بسبب القطيعة الاقتصادية الجزائرية، تبدو طفيفة جدا، حيث أن صادرات إسبانيا نحو المغرب بلغت أكثر من 11 مليار أورو في الإحدى عشرة شهرا من السنة الماضية.

وحسب "أوكيدياريو"، فإن صادرات إسبانيا نحو المغرب في 2023 عرفت زيادة تتجاوز 400 مليون أورو، وهو ما يُمكن أن يكون بمثابة تقليل للخسائر مع الجزائر إلى أكثر من النصف، مما يعني أن محاولات الجزائر للضغط على إسبانيا بالعلاقات التجارية ليست فعالة.

ويعتقد الكثير من المهتمين بالعلاقات الإسبانية الجزائرية، أن محاولات الجزائر للضغط على مدريد بإيقاف المعاملات التجارية – عدا الغاز- كان متوقعا ألا تكون فعالة، في ظل أن الغاز هو الورقة القوية الوحيدة التي تملكها الجزائر مع إسبانيا، إلا أن الأخيرة لم يكن من الممكن استعمالها من طرف الجزائر بسبب وجود اتفاقيات مسبقة.

وبالمقابل، فإن العلاقات التجارية بين إسبانيا والمغرب، تبقى كبيرة جدا مقارنة بالجزائر، وبالتالي فإن مدريد لم يكن من الممكن أن تغامر بالاستجابة لضغوطات الجزائر والتسبب في أزمة مع المغرب قد يكون وقعها مؤثرا بشكل كبير في إسبانيا.

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...