تكريس "العقدة" يتواصل.. مجلة الجيش الجزائري تهاجم المغرب وتتحدث عن "مُناورات مَفضوحة"
يبدو أن "عقدة المغرب" التي كرّسها الجيش الجزائري منذ عهد بومدين داخل البلاد، لن تنته قريبا، في ظل استمرار هذه المؤسسة العسكرية في تذكير الشعب الجزائري بها في كل مناسبة، ليُصبح المغرب هو "العدو الكلاسيكي" للجزائر بالرغم من محاولات المملكة المغربية لطي صفحة الخلافات وبناء علاقات حسن الجوار.
العدد الأخير من مجلة "الجيش" الجزائرية لشهر يناير يواصل تكريس تلك "العقدة" بالتركيز على المغرب على أنه هو العدو الذي يجب أن تحتاط منه الجزائر دائما وأبدا، ويجدد الدعوة للجزائريين إلى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية الحاكمة لإحباط ما وصفته المجلة بـ"المناورات المفضوحة" للمملكة المغربية.
وقالت المجلة في افتتاحيتها حسب وكالة الأبناء الجزائرية الرسمية إن المجال الإقليمي للبلاد "يشهد تعدد التهديدات والمخاطر المرتبطة بانتشار الجماعات الإرهابية والجرائم ذات الصلة، مع تنامي الأجندات الأجنبية والتواجد العسكري وتكريس الخدامة الاستراتيجية المغربية للمشروع الصهيوني، وهذا ما زاد من شدة التوترات الاقليمية، خاصة مع تعقد المعضلات الأمنية في الساحل وليبيا وعودة جبهة البوليساريو للعمل المسلح".
وأضافت المجلة وفق ذات المصدر، أنه "بالنظر إلى تردي الوضع الإقليمي على طول شريط حدودنا، إضافة إلى استهداف بعض الأطراف مؤخرا لأمن المنطقة، فإن هذه التهديدات، وإن كانت غير مباشرة تعنينا وتدفعنا لمواجهتها ونسفها". مضيفة بأن "مواجهة هذه المخططات العدائية تتطلب التفاف كل المواطنين الغيورين والمدافعين على بلادهـم حول دولتهم وجيشهم لإفشال وإحباط المناورات المفضوحة التي عودتنا المملكة على انتهاجها كلما ضاقت بها السبل واشتدت عليها الأزمات والمحن واختنق شعبها وأصيبت بحالة من الضجر والملل وفقدان الصبر نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن المغربي في المدن والأرياف".
هذا، ويرى متتبعون، أن ما جاء في مجلة "الجيش" الجزائرية، ليس جديدا، حيث سبق أن هاجمت المغرب في أعداد سابقة، وما صدر في العدد الأخير، هو مجرد تكرار يدخل في باب تكريس "فكرة خاطئة" توصف لدى عدد من المؤرخين لتاريخ الصراع المغربي الجزائري بـ"العقدة المغربية" لدى المؤسسة العسكرية الجزائرية، وهي العقدة التي بدأها الهواري بومدين على إثر هزيمة الجيش الجزائري أمام الجيش المغربي في أحد حروب الرمال.
كما اعتبر متتبعون آخرون للنزاع المغربي الجزائري، أن المؤسسة العسكرية الحاكمة في الجزائر، تسعى دائما لاختلاق عدو خارجي لتوجيه أصابع الاتهام إليه في كل ما يحدث في الداخل لإبعاد اهتمام الشعب الجزائري بمشاكله الحقيقية، ويبقى المغرب هو "الخيار الأفضل" لدى النظام العسكري بالنظر إلى التوترات التاريخية السابقة بين البلدين.
وما يؤكد هذا الكلام، حسب هؤلاء، هو رفض النظام العسكري الجزائري الدائم، لأي محاولة صلح بين البلدين، سواء المحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف العربية، أو المحاولات التي يبادر إليها المغرب مثل خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى عيد العرش في الصيف الماضي، والذي دعا فيه الجزائر لطي الخلافات بين البلدين وبدء صفحة جديدة، إلا أن الرد الجزائري كان الصمت ثم تلاه قطع العلاقات الديبلوماسية.