ثمنه أغلى من الحشيش.. تجار المخدرات يهربون طائر "الحسون" المغربي إلى فرنسا
لم يعد مهربو المخدرات يكتفون بإدخال الحشيش المغربي إلى فرنسا، وذلك بعدما اكتشفوا "بضاعة" مربحة أخرى تُستقدم بشكل غير قانوني من المغرب، ويتعلق الأمر بطائر الحسون الأوراسي، الذي يتجاوز ثمنه بمدينة "مارسيليا" ثمن جرعة من المخدرات.
ووفق تحقيق لموقع "20 دقيقة" الفرنسي، فإن نشاط تهريب طائر الحسون المغربي تزايد في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تناقص أعداد نظيره الجزائري، بل إن بعض المهربين صاروا ينقلون هذه الطيور إلى الجزائر أيضا، خاصة بعد ارتفاع سعرها.
ونقل المصدر ذاته عن مسؤول في المكتب الوطني للصيد والحياة البرية في فرنسا، أن مربي الطيور يستهدفون بشكل كبير أنواع الحسون القادمة من المغرب، والمعروفة بألوان ريشها الزاهية وصوتها الجميل، موردا أن قيمتها في السوق تبلغ 100 يورو وهو سعر أكبر من جرعة الحشيش.
وكشف التحقيق أن تهريب الحسون المغربي يتم عبر تجار المخدرات الذين اعتادوا تهريب الحشيش نحو فرنسا، موردا أنه تم مؤخرا إلقاء القبض على شخص معروف بتورطه مع شبكات تهريب المخدرات وهو يحمل 10 من طيور الحسون داخل صناديق على شكل علب أحذية مرصوصة في حقائبه، وتم الإيقاع به في مطار مارسيليا.
ووأوضح التحقيق أن هذا النوع من الطيور يحظى بطلب متزايد في أوروبا وخاصة في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا، الشيء الذي أدى إلى تزايد نشاط تهريبه وتربيته بشكل غير قانوني، مبرزة أن الأمر أصبح يتعلق بطريق لتهريب طيور الحسون على شاكلة طرق تهريب المخدرات، تنطلق من الدول المغاربية وتنتهي على الحدود الفرنسية الإيطالية.
ويقوم العديد من تجار الحيوانات الفرنسيين ببيع طيور الحسون المهربة بشكل غير قانوني داخل متاجرهم، مع تحذيرات للمشترين من ملاحقة الشرطة، وفي 2016 تم ضبط شخص يلقب بـ"البلجيكي" اتخذ من شقته مخبئا لـ200 طائر مهرب كان يعمل على تزاوجها قصد تفريخ أخرى.
وتقدر السلطات الفرنسية قيمة الطيور المهربة سنويا بحوالي 100 ألف يورو، مبرزة أن تجار المخدرات صاروا يفضلون هذا النوع من التجارة غير المشروعة لأنه عقوبتها أخف وربحها أكبر، فبينما يمكن أن تكلف تجارة المخدرات المتورط فيها عقوبة سجنية مدتها 10 سنوات وغرامة قد تصل لـ7,5 ملايين يورو، قد تؤدي به تجارة الحسون غير القانونية للسجن 3 سنوات بالإضافة إلى غرامة لا تتجاوز 150 ألف يورو.