جبهة "البوليساريو" تتهم يولاندا دياز بالتخلي عنها بعد استغلالها في حملتها الانتخابية المضادة للمغرب

 جبهة "البوليساريو" تتهم يولاندا دياز بالتخلي عنها بعد استغلالها في حملتها الانتخابية المضادة للمغرب
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 25 أكتوبر 2023 - 20:00

خرجت العديد من الأصوات الموالية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، بانتقادات شديدة لزعيمة تحالف "سومر" اليساري، يولاندا دياز، التي أعلنت أمس الثلاثاء التحالف مع زعيم حزب العمال الاشتراكي، بيدرو سانشيز، لتشكيل حكومة جديدة في إسبانيا، من دون أن تفرض أي شروط بشأن قضية الصحراء لصالح الجبهة.

وحسب ما جاء في العديد من وسائل الإعلام المؤيدة لـ"البوليساريو"، فإن دياز تخلت عن الجبهة في مفاوضاتها مع بيدرو سانشيز، حيث لم تتضمن وثيقة الاتفاق الثنائي بينهما، أي إشارة إلى جبهة "البوليساريو" أو قضية الصحراء، وهو ما يُعتبر بمثابة الطعنة في ظهر الجبهة الانفصالية.

وكانت يولاندا دياز قد رفعت العديد من الشعارات المدعمة لجبهة "البوليساريو" في حملاتها الانتخابية التي سبقت الانتخابات العام لـ26 يوليوز الماضي في إسبانيا، وهو ما دفع بالعديد من الجمعيات والمنظمات والكيانات الموالية لـ"البوليساريو" في إسبانيا لدعم حملات دياز التي جعلت الأخيرة تحصل على المركز الثالث من حيث عدد الأصوات والمقاعد.

وكانت من بين الشعارات التي رفعتها دياز لصالح "البوليساريو" في حملاتها الانتخابية، شعارات تدعو لدعم "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، كما قالت في أحد خطاباتها الانتخابية، بأنها في حالة إذا تولت رئاسة الحكومة الإسبانية، ستعمل على التراجع عن موقف مدريد الداعم للمقترح المغربي لحل نزاع الصحراء، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وقُوبلت تصريحات دياز أنذاك، بإشادات واسعة من طرف الموالين لجبهة "البوليساريو" في إسبانيا، كما أشادت بها وسائل الإعلام التابعة للجبهة الانفصالية، قبل أن يتعرض الجميع أمس الثلاثاء إلى ما يُشبه "الصدمة"، جراء غياب أي بند في الاتفاق الثنائي مع سانشيز يتعلق بالصحراء، في حين تضمنت الوثيقة بنودا حول حرب أوكرانيا، وضرورة دعم فلسطين لإنشاء دولتها المستقلة.

وتشعر الأطراف الموالية لجبهة "البوليساريو"، وكأنهم تعرضوا للخداع والاستغلال من طرف زعيمة حزب "سومر" التي بنت جزءا من حملاتها الدعائية في الانتخابات على الوتر الذي ترغب في سماعه جبهة "البوليساريو"، من قبيل دعم الانفصال عن المغرب، قبل أن تتفاجأ بغياب أي دعم ملزم في قرار تحالفها مع سانشيز لتشكيل الحكومة الجديدة.

هذاحسب الصحافة الإسبانية، فإن بيدرو سانشيز بات قريبا من تشكيل الحكومة  والاستمرار لولاية جديدة مدتها 4 سنوات، خاصة أن اتفاقه مع دياز يزيد من فرص ذلك، ولاسيما أنه حسم تقريبا أصوات الكتلة اليسارية بسهولة وهي 169 صوتا، وبالتالي تتبقى له 7 أصوات لتحقيق الأغلبية، وهذه الأصوات المتبقية توجد لدى الأحزاب المطالبة بالاستقلال في إقليم الباسك وكتالونيا، وهو ما سيفرض على سانشيز التفاوض معها.

ويُعتبر بيدرو سانشيز هو المرشح المفضل للمملكة المغربية، على اعتبار أن العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت خلال فترته الرئاسية الأخيرة، تقدما كبيرا، خاصة بعدما دفع سانشيز بمدريد لإعلان موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء بدعم مبادرة الحكم الذاتي.

ويُشكل استمرار سانشيز رئيسا للحكومة فرصة أخرى لتوطيد العلاقات مع الرباط، والمضي قدما نحو تنفيذ اتفاقيات خارطة الطريق الجديدة بين المغرب وإسبانيا، وهي خارطة تنبني على حسن علاقات الجوار والتنسيق والتعاون الثنائي.

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...