جدل في البرلمان الإسباني بسبب مقترح طرحه حزب "فوكس" يدعو لنشر عناصر المخابرات في المغرب للحد من المهاجرين
أثار حزب "فوكس" اليميني المتطرف، ثالث أكبر الفرق النيابية في البرلمان الإسباني، جدلا كبيرا بسبب مقترحٍ للحد من وصول المهاجرين إلى إسبانيا، لا يرتكز فقط على طردهم، بل يدعو الحكومة أيضا، بشكل علني، إلى نشر عملاء أجهزة المخابرات على الأراضي المغربية.
مقترح "فوكس" الذي لقي معارضة شديدة من أحزاب التحالف الحكومي، يرتكز على العديد من الإجراءات، مثل تعزيز التواجد الأمني على حدود سبتة ومليلية وجزر الكناري، ونشر عناصر المركز الوطني للاستخبارات داخل المغرب، ما يمثل انتهاكا لسيادة الرباط.
وانتقدت الفرق البرلمانية للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وشريكه في الحكومة تحالف "سومار" اليساري، والحزب القومي الباسكيPNV ، مقترحات حزب "فوكس" واصفة الأمر بأنه "خطاب تحريضي" تجاه المهاجرين غير النظاميين، بسبب اقتراحه بطردهم، بما في ذلك القُصّر غير المصحوبين بطويهم، بعدما حملهم مسؤولية "ارتفاع معدلات الجريمة في إسبانيا وارتفاع خطر وقوع أعمال إرهابية جهادية".
وقال النائب اليميني المتطرف إغناسيو خيل لازارو، مدافعا عن المقترح أنه "منذ أن وصل بيدرو سانشيز إلى الحكم، ازدادت الجريمة وارتفع معها الشعور بالخوف لدى شرائح واسعة من المجتمع، سواء لدى النساء، لأنهن ضحايا لجرائم جنسية متفجرة أو في بوادي إسبانيا، حيث لم يعد يوجد الحرس المدني، وفي الأحياء الأكثر اكتظاظًا حيث هناك توطين أكبر للهجرة غير النظامية".
وفي مواجهته لذلك، كان من بين مقترحات "فوكس" الطرد الفوري للمهاجرين الذين يقيمون في إسبانيا بشكل غير قانوني وإعادة القاصرين غير المصحوبين إلى والديهم في بلدانهم الأصلية، كما طالب بتعزيز مراقبة الحدود في جزر الكناري وسبتة ومليلية، وكذلك وجود عناصر الاستخبارات في المغرب، وخطة نشر جديدة للحرس المدني في البوادي.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية EFE عن النائبة الاشتراكية أندريا كانيلو، قولها "في هذا البلد لا يجري توقيف ولا طرد المهاجرين بشكل جماعي، هنا السياسة لا يحددها دونالد ترامب، لأن إسبانيا ليست مستعمرة لترامب وأنتم، بصفتكم وفده الإسباني، لن تنجحوا في فرض أو تكرار استبداده، دَوِّنوا هذه المعلومة حتى لا تنسوها".
فريق "سومار"، اعتبر أن هذا المقترح "لا يتعلق بالأمن، بل بالكراهية"، وأورد النائب الممثل له لاندر مارتينيث، أن "الذين يغذون اليوم خطابات الكراهية، وينشرون الأكاذيب ويقومون بالوصم، أصبحوا تهديدًا حقيقيًا للتعايش، عندما يتم الإشارة إلى شخص مهاجر فقط لأنه كذلك، فإن حياته تصبح في خطر".
وعبر النائب ميكيل ليغاردا من حزب PNV عن موقف مماثل، إذ وصف خطاب "فوكس" حول الجريمة والهجرة بأنه "ليس فقط غير صحيح، بل عنصري"، وأشار إلى أنه رغم أن أرقام الجريمة يمكن تحسينها، فإن "بالمقارنة مع دول محيطنا، فإننا في طليعة البلدان على مستوى ضمان الأمن العام".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :